Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

صعود القوميات الحضارية في العالم الإسلامي!

Write a 800–1200 word SEO news article in Arabic.

Topic:

تعيش المجتمعات الإسلامية اليوم على وقع تحول ثقافي عميق، لا يقاس بحدة التغيرات السياسية أو الاقتصادية فحسب، بل بما يشهده الوعي الجمعي من إعادة تموضع لصور الانتماء والهوية.

فبعد عقود من خفوت الخطابات القومية التقليدية، وصعود النزعات الدينية العابرة للحدود، تشهد الساحة الثقافية العربية والإسلامية ميلاد ما يمكن تسميته بـ«القوميات الحضارية»؛ حركات تستعيد الرموز والذاكرة القديمة لتؤسس انتماء جديدا يتجاوز الأطر الدينية أو القومية الكلاسيكية.

القومية الحضارية ليست مجرد نوستالجيا رومانسية، بل هي، كما يرى بندكت أندرسون في حديثه عن “المجتمعات المتخيلة”، نوع من السرد الجماعي الذي يصنع من الماضي وسيلة لتخيل مستقبل مختلف

من مصر التي تستعيد «الفرعونية» كهوية ثقافية مميزة، إلى شمالي أفريقيا حيث يعلو صوت «المورية» و«الأمازيغية» كإرث حضاري سابق على الإسلام والعروبة، إلى العراق وسوريا، حيث يبرز التمجيد للآشورية والبابلية والفينيقية، تتشكل أمامنا خرائط جديدة تعيد تعريف الانتماء بما يتجاوز الدين واللغة، ليصل إلى الحضارة والرمز والذاكرة واللهجة المحلية.

لكن هذا الصعود لم يتشكل حتما من فراغ؛ فهو ابن زمن ما بعد العولمة، حيث تتقاطع الفردانية الرقمية مع القلق الوجودي، وحيث يبحث الإنسان عن أصل يثبت هويته في عالم سائل بلا جذور.

هنا تنبع المفارقة: فبينما تنادي العولمة بالانفتاح الكوني، تنزع هذه الحركات إلى الانكفاء نحو الأصل، وبينما تتحدث الثقافة الحديثة عن الإنسان العالمي، يعود الوعي الجمعي إلى التاريخ المحلي كملاذ وجودي مخلص.

القومية الحضارية ليست مجرد نوستالجيا رومانسية، بل هي، كما يرى بندكت أندرسون في حديثه عن “المجتمعات المتخيلة”، نوع من السرد الجماعي الذي يصنع من الماضي وسيلة لتخيل مستقبل مختلف.

فهي بحث عن الذات في مرآة الذاكرة، ومقاومة رمزية لهيمنة الحاضر الذي يهدد بتذويب كل خصوصية. غير أن هذا البحث لا يخلو من توتر فلسفي: أهو استعادة لهوية مفقودة، أم ابتكار لهوية جديدة؟ هو انبعاث للذاكرة أم صناعة للرمز المشترك الغائب؟

من هنا ينطلق هذا المقال ليقرأ صعود القوميات الحضارية في العالم الإسلامي كظاهرة مركبة، تتقاطع فيها السياسة بالثقافة، والتاريخ بالأنثروبولوجيا، والفكر بالأسطورة. وسنحاول أن نكشف عبر ثلاث مقاربات كيف تحولت الهوية من إطار ديني وقومي إلى إطار حضاري رمزي، وكيف يعكس ذلك أزمة الذات في زمن الكونية الفارغة.

في مصر -مثلا- تعاد قراءة التاريخ الفرعوني في المناهج والإعلام كرمز للأصالة في محاولة لاستعادة الذات الوطنية على أسس حضارية

القومية الحضارية كبحث عن الذات في زمن العولمة

منذ أن أطلق إرنست غيلنر مقولته الشهيرة: «القومية ليست من مخلفات التاريخ، بل من منتجات الحداثة»، صار واضحا أن الانتماء لا ينبع من الماضي بل من الحاضر الذي يحتاج إلى مبرر ثقافي لوجوده؛ فالدولة الحديثة، كما يقول غيلنر، لا تستغني عن سرد يوحد مواطنيها، تماما كما لا يستغني الإنسان الحديث عن معنى يربطه بجماعته. في هذا السياق، يمكن فهم صعود القوميات الحضارية في العالم الإسلامي بوصفه رد فعل رمزي على فقدان الدولة والهوية معا بمعناهما الثقافي.

لقد فشلت القومية العربية، ومعها المشروع الإسلامي السياسي، في أن يمنحا الأفراد انتماء ثابتا ومعنى متجذرا؛ فالدولة الوطنية التي ولدت من رحم الاستعمار تحولت إلى جهاز بيروقراطي هش، فيما اختزلت العولمة المواطن في مجرد وحدة مستهلكة، ووسط هذا الفراغ الرمزي، عادت الذاكرة القديمة لتملأ الفراغ: الهرم، الهلال، الفينيق، الملك موري، بوذا، جلجامش… برموز تستدعيها الحركات الثقافية الحديثة كأشكال من المقاومة الهادئة ضد العدمية الكونية.

يصف عالم الاجتماع أنطوني سميث هذه الظاهرة بأنها «عودة الميثولوجيا القومية»، أي استعادة الرموز القديمة لا كتوثيق للماضي، بل كإعادة تشكيل له في ضوء الحاضر. فالقومية الحضارية لا تبحث عن التاريخ بقدر ما تبحث عن رواية كبرى تمنح الوجود معنى، وهي بهذا المعنى جزء من التحول العالمي نحو «سياسات الهوية»، حيث يعاد تعريف الإنسان من خلال أصوله الثقافية لا من خلال طبقته أو عقيدته.

في مصر -مثلا- تعاد قراءة التاريخ الفرعوني في المناهج والإعلام كرمز للأصالة، في محاولة لاستعادة الذات الوطنية على أسس حضارية. وفي المغرب، تتخذ النزعة «المورية» بعدا فلسفيا في إعادة وصل الحاضر بالماضي الأمازيغي المتوسطي والأندلسي.

وفي العراق وسوريا، يستدعى الإرث الآشوري والكلداني والفينيقي كمصدر فخر جمعي يتجاوز الانقسامات الطائفية. كل ذلك يعكس نزوعا واحدا: البحث عن معنى خارج دائرة الدين والسياسة.

غير أن هذه العودة لا تخلو من مفارقة فلسفية: فهي تسعى إلى تجاوز التمزق الراهن من خلال استعادة ما قبل الراهن. إنها، بتعبير ميشيل فوكو، شكل من «أركيولوجيا الذات» التي تنبش في أعماق التاريخ لتعيد صياغة هوية جديدة. فحين يعجز الإنسان عن إنتاج المستقبل، لا شك أنه سيسعى إلى بعث الماضي ليعيد اكتشاف ذاته.

القومية الحضارية تكشف بذلك عن المفارقة العميقة بين الهوية كذاكرة مشتركة والهوية كإستراتيجية للتميز؛ فهي من جهة تعبر عن عطش ثقافي إلى الجذور، ومن جهة أخرى يمكن أن تنزلق إلى نرجسية رمزية تعيد إنتاج الانغلاق الذي كانت القوميات القديمة سببا فيه

القوميات الحضارية وصراع الرموز والذاكرة

إن القومية الحضارية ليست حركة ثقافية بريئة، بل هي- كما يصفها بيير بورديو- حقل صراع رمزي؛ فالهوية هنا ليست معطى جاهزا، بل نتاج تنافس بين فاعلين اجتماعيين يسعون إلى احتكار تعريفها. المثقفون، الفنانون، الأكاديميون، والسياسيون… جميعهم يتنازعون على من يملك حق تفسير الذاكرة. ومن يمتلك الرمز يمتلك الخطاب، ومن يمتلك الخطاب يمتلك السلطة.

ففي العالم الإسلامي، حيث تراجعت السلطة الدينية التقليدية، بدأ المثقف القومي-الحضاري يقدم نفسه وريثا للرموز القديمة. وهكذا أصبح التاريخ ميدانا جديدا للشرعية: من يستدعي الحضارة الأقدم، يزعم الأصالة الأقوى. غير أن هذا التنافس يؤدي، كما يقول فوكو، إلى «إنتاج المعرفة بوصفها سلطة». فحين تستعمل الذاكرة أداة للتمايز، تتحول من فضاء للالتقاء إلى ساحة للإقصاء.

وقد زادت وسائل التواصل الاجتماعي من تعقيد المشهد لما تحولت المنصات الرقمية إلى مختبر رمزي تتكون فيه الهويات عبر الصور والشعارات والميمات.

فالشاب المغربي الذي يضع تمثال الملك موري في صورته الشخصية، والمصري الذي يزين صفحته بعين حورس، والعراقي الذي يفتخر بتمثال نبوخذ نصر… كلهم يمارسون، دون وعي، ما يسميه بورديو بـ«الرأسمال الرمزي»، أي تحويل الرموز الثقافية إلى وسيلة اعتراف اجتماعي ومشترك جمعي.

لكن في المقابل، تثير هذه الظاهرة خوفا مشروعا من تفكك الروابط الكبرى التي شكلت العالم الإسلامي عبر قرون؛ فحين تصبح الذاكرة أداة تنافس، يتحول التاريخ إلى سوق للرموز. وهنا تكمن المعضلة: كيف نحافظ على التعدد دون أن نفقد الوحدة؟ وكيف نحتفي بالاختلاف دون أن يتحول إلى قطيعة؟

القومية الحضارية تكشف بذلك عن المفارقة العميقة بين الهوية كذاكرة مشتركة والهوية كإستراتيجية للتميز؛ فهي من جهة تعبر عن عطش ثقافي إلى الجذور، ومن جهة أخرى يمكن أن تنزلق إلى نرجسية رمزية تعيد إنتاج الانغلاق الذي كانت القوميات القديمة سببا فيه.

طه عبدالرحمن، يرى أن الانتماء الأخلاقي أعمق من الانتماء التاريخي، وأن أي هوية تبنى على الذاكرة وحدها محكوم عليها بالانغلاق

من الهوية الدينية إلى الهوية الحضارية.. تحول النظرة إلى الذات في العالم الإسلامي

كان العالم الإسلامي عبر تاريخه يقوم على مفهوم “الأمة”، أي الجماعة التي يجمعها الإيمان واللغة والقبلة. غير أن هذا التصور بدأ يتآكل مع صعود الدولة الحديثة، التي استبدلت بالانتماء الديني الانتماء الوطني.

واليوم، مع ضعف الدولة وتراجع الخطاب الديني، تظهر طبقة ثالثة من الانتماء: الهوية الحضارية. وهي بهذا المعنى ليست نفيا للإسلام، بل تجاوزا له بوصفه إطارا سياسيا، لصالح رؤية ثقافية أوسع تحاول أن تدمج الدين في إرث أوسع من الزمان والمكان.

بهذا المعنى، يمكن القول إن القومية الحضارية هي محاولة لإعادة تأويل الإسلام ذاته ضمن منظومة رمزية أوسع؛ فبدل أن يكون الدين هو الأصل الذي يحدد الهوية، يصبح أحد مكوناتها. وهذه النقلة تعبر عن تحول فلسفي في الوعي الإسلامي: من الهوية المتعالية إلى الهوية التاريخية، من الانتماء العقائدي إلى الانتماء الثقافي.

يرى العروي أن كل هوية ناجحة هي مشروع مستقبلي لاماضوي، وأن «الحداثة لا تقوم على الأصل بل على المعنى». أما طه عبدالرحمن، فيرى أن الانتماء الأخلاقي أعمق من الانتماء التاريخي، وأن أي هوية تبنى على الذاكرة وحدها محكوم عليها بالانغلاق. بين هذين الموقفين تتأرجح القوميات الحضارية اليوم: فهي تبحث عن الخلاص من الاغتراب الكوني، لكنها تخاطر بأن تستبدل بالاغتراب الحداثي انغلاقا ماضويا جديدا.

ومع ذلك، فإن لهذه الحركات جانبا إيجابيا لا يمكن إنكاره؛ فهي تعبر عن حاجة حقيقية إلى استعادة الفخر بالذات في مواجهة الصورة النمطية التي رسمها الغرب للعالم الإسلامي ومحيطه منذ قرون، كما أنها تفتح الباب أمام تعددية ثقافية داخل الفضاء الإسلامي نفسه، حيث يمكن للأمازيغي والفرعوني والآشوري أن يكونوا جزءا من التاريخ المشترك دون أن يتنازلوا عن خصوصيتهم. إنها إذن محاولة جماعية كبرى لتأسيس هوية مركبة تتجاوز ثنائية «الإسلامي/العربي» نحو فضاء حضاري أكثر رحابة.

هل يمكن للعالم الإسلامي أن يصوغ قومية حضارية جديدة، لا تعبد الماضي ولا تنكر الحاضر، بل تخلق من الذاكرة والتاريخ معنى للإنسان في زمن بلا معنى؟

إن ما تخبرنا به القوميات الحضارية الصاعدة في العالم الإسلامي هو أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في العدم الرمزي؛ فحين تفرغ الأيديولوجيات الكبرى من معناها، وحين تنهار سرديات الدولة والدين، يبحث الإنسان عن بديل يمنحه شعورا بالانتماء والاستمرار، والماضي -بما فيه من رموز وإغراءات- يصبح المادة الخام لصياغة هوية جديدة.

غير أن التحدي الفلسفي هنا لا يكمن في العودة إلى الماضي، بل في كيفية تأويل الماضي دون أن نستعبَد له.. فالقومية الحضارية، إذا لم ترفَق برؤية نقدية، يمكن أن تتحول إلى نسخة جديدة من القوميات المغلقة التي أنتجت صراعات القرن العشرين. أما إذا فهمناها كمساحة للتعدد والحوار الثقافي، فقد تكون مدخلا لإحياء الروح الإنسانية داخل الفضاء الإسلامي المتنوع والمتعدد.

لقد آن للعالم الإسلامي أن يتجاوز ثنائية «الأصالة والمعاصرة» إلى أفق ثالث: أفق الذاكرة المنفتحة، حيث يصبح التاريخ مجالا للتجدد لا مزارا للعبادة. فربما تكون هذه القوميات الحضارية، بكل تناقضاتها، مقدمة لمرحلة ما بعد الهوية القومية والدينية، نحو هوية إنسانية-ثقافية ترى في التعدد قوة كبرى لا تهديدا وجوديا.

ويبقى السؤال الفلسفي الذي يختصر هذه اللحظة: هل يمكن للعالم الإسلامي أن يصوغ قومية حضارية جديدة، لا تعبد الماضي ولا تنكر الحاضر، بل تخلق من الذاكرة والتاريخ معنى للإنسان في زمن بلا معنى؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

Output: HTML only (no Markdown/backticks). Use

,

,

. No title. Return only the article body HTML.

Style/structure:
– Inverted pyramid: Who/What/When/Where in first two paragraphs; then Why/How and implications.
– Intro 50–80 words and must include the main keyword.
– Use

section headings (at least one includes the main keyword);

for sub-points if needed.
– Short 2–4 sentence paragraphs with natural transitions (However, Additionally, Meanwhile, In contrast…).
– Tone: clear, neutral, AP-style, active voice; no hype/filler.

SEO:
– Pick ONE main keyword; use it in the first paragraph, in one

, and 4–6 times total (~1%).
– Add 2–3 related secondary keywords naturally.

Originality/accuracy:
– Synthesize and add neutral background; do not mirror source phrasing.
– Attribute claims (“according to…”, “the ministry said…”). No invented quotes/data.
– If uncertain, hedge (“the report indicates…”) rather than guessing.

Conclusion:
– Brief forward-looking wrap that states the next expected step, deadline, or decision; note uncertainties and what to watch. Factual and neutral; no promotional calls to action.

Constraints:
– No lists unless they add clear value.
– No inline styles or tags beyond

,

,

, .
– Must be plagiarism-free and WordPress-ready.
– Article MUST be in Arabic.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى