عالم إيطالي: سلالة الإنفلونزا «K» موسمية ولا تشكل خطر جائحة

أكد عالم الفيروسات الإيطالي فابريزيو بريغلياسكو أن سلالة الإنفلونزا A(H3N2) المعروفة باسم «هونغ كونغ – K» هي سلالة موسمية ولا تشكل خطرًا لحدوث جائحة عالمية. جاء هذا التصريح لطمأنة الجمهور بشأن انتشار هذه السلالة في عدة دول، مع التأكيد على أن الإجراءات الوقائية المعتادة كافية للحد من انتشارها. وقد أثارت هذه السلالة قلقًا بسبب صعوبة رصدها، لكن بريغلياسكو يرى أنها لا تستدعي الذعر.
أفاد بريغلياسكو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مختلفة، أن هذه السلالة ليست جديدة تمامًا، بل كانت معروفة لدى العلماء قبل جائحة كوفيد-19. وتشهد العديد من الدول، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية، ارتفاعًا في حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك هذه السلالة من الإنفلونزا. لكن الخبراء يؤكدون أن الوضع الحالي لا يرقى إلى مستوى الجائحة.
ما هي سلالة الإنفلونزا A(H3N2) «هونغ كونغ – K»؟
الإنفلونزا A(H3N2) هي نوع من فيروسات الإنفلونزا من النوع أ، والتي تخضع لتغيرات مستمرة. تعتبر سلالة «هونغ كونغ – K» تطورًا لهذه السلالة، وقد اكتسبت بعض الطفرات الجينية التي جعلت رصدها أكثر صعوبة. وفقًا لبريغلياسكو، هذه الطفرات بلغت سبع طفرات، مما أثر على دقة الاختبارات التشخيصية الأولية.
طفرات الفيروس وتأثيرها
تتسم فيروسات الإنفلونزا بقدرتها العالية على التغير الجيني، وهي عملية تعرف باسم “الانجراف المناعي”. هذا التغير المستمر يجعل من الصعب على الجهاز المناعي البشري التعرف عليها ومكافحتها. ومع ذلك، أكد بريغلياسكو أن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة ضد هذه السلالة، على الرغم من الطفرات التي طرأت عليها.
تعتبر اللقاحات الموسمية للإنفلونزا أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة، حيث يتم تحديث تركيبتها سنويًا لتشمل السلالات الأكثر انتشارًا. بالإضافة إلى ذلك، يوصي الخبراء باتباع إجراءات النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، للحد من انتشار الفيروس.
الفرق بين الإنفلونزا ونزلات البرد
غالبًا ما يتم الخلط بين أعراض الإنفلونزا وأعراض نزلات البرد، مما يؤدي إلى تشخيصات خاطئة. وفقًا لبريغلياسكو، فإن مصطلح “الإنفلونزا” يستخدم بشكل عام لوصف أي عدوى تنفسية حادة، حتى لو لم تكن ناجمة عن فيروس الإنفلونزا الحقيقي. هذا الاستخدام الشائع قد يقلل من أهمية التشخيص الدقيق والوقاية المناسبة.
تتميز الإنفلونزا بأعراض أكثر حدة من نزلات البرد، مثل الحمى الشديدة وآلام العضلات والإرهاق الشديد. في المقابل، تكون أعراض نزلات البرد عادةً أخف، مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال الخفيف. تشخيص الحالات بدقة يساعد في تحديد العلاج المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار العدوى.
تتسبب أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل فيروس RSV، أيضًا في أعراض مشابهة للإنفلونزا ونزلات البرد، مما يزيد من صعوبة التشخيص. لذلك، من المهم إجراء اختبارات تشخيصية لتحديد نوع الفيروس المسبب للعدوى، خاصةً في الحالات التي تتطلب علاجًا خاصًا.
الوضع الوبائي الحالي وتوقعات المستقبل
يشهد العالم حاليًا انتشارًا لمجموعة متنوعة من الفيروسات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك الإنفلونزا A(H3N2) «هونغ كونغ – K» وكوفيد-19 وفيروس RSV. هذا التزامن في انتشار الفيروسات يضع ضغطًا إضافيًا على الأنظمة الصحية. ومع ذلك، فإن المناعة المكتسبة من اللقاحات والإصابات السابقة تساعد في تخفيف حدة الأعراض وتقليل خطر المضاعفات.
تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يستمر انتشار فيروسات الإنفلونزا خلال الأشهر القادمة، مع زيادة في عدد الحالات خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وتدعو المنظمة إلى زيادة التوعية بأهمية اللقاحات والإجراءات الوقائية، بالإضافة إلى تعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية. كما تشير التقارير إلى أهمية مراقبة التغيرات الجينية للفيروسات وتحديث تركيبات اللقاحات وفقًا لذلك.
بالنسبة لسلالة «هونغ كونغ – K» تحديدًا، يراقب العلماء عن كثب تطورها وانتشارها. حتى الآن، لا يوجد ما يشير إلى أنها أكثر خطورة من السلالات الأخرى من الإنفلونزا A(H3N2). ومع ذلك، من المهم الاستمرار في جمع البيانات وتحليلها لتقييم المخاطر المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة. تعتبر المتابعة الدقيقة لانتشار الفيروسات التنفسية، بما في ذلك العدوى التنفسية و فيروسات الجهاز التنفسي، أمرًا بالغ الأهمية للاستعداد للمستقبل.
من المتوقع أن تستمر الجهات الصحية في تقديم تحديثات حول الوضع الوبائي وتوصيات بشأن اللقاحات والإجراءات الوقائية. سيتم التركيز على مراقبة التغيرات الجينية للفيروسات وتقييم فعالية اللقاحات الحالية. كما سيتم بذل جهود لتعزيز التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات والخبرات لمواجهة التحديات الصحية العالمية.





