وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية اتفاقية توريد كبيرة مع شركة “رافائيل” لتعزيز إنتاج نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، وذلك في ظل التوترات الإقليمية المستمرة. يهدف هذا العقد، الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات، إلى زيادة مخزون الصواريخ الاعتراضية وتعزيز القدرات الدفاعية لإسرائيل ضد التهديدات الصاروخية المتنوعة. يأتي هذا التطور بعد دعم أمريكي كبير لبرامج الدفاع الإسرائيلي.
تعزيز نظام القبة الحديدية: استجابة للتهديدات المتزايدة
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن توقيع عقد توريد جديد مع شركة “رافائيل” لتوسيع نطاق إنتاج القبة الحديدية. ووفقًا لبيان صادر عن الوزارة، فإن هذا العقد يضمن إمدادًا كبيرًا من صواريخ الاعتراض لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ولجيش الدفاع الإسرائيلي. لم يتم الكشف عن القيمة الإجمالية الدقيقة للعقد، لكنه وصف بأنه “بمليارات الدولارات” وسيساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن القومي.
حزمة المساعدات الأمريكية ودورها في التحديث
يأتي هذا العقد في أعقاب حزمة مساعدات أمريكية ضخمة بقيمة 8.7 مليار دولار، وافق عليها الكونغرس الأمريكي في أبريل 2024. تشمل هذه الحزمة 5.2 مليار دولار مخصصة لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، ونظام مقلاع داود، وأنظمة الدفاع بالليزر قيد التطوير. تعكس هذه المساعدات الالتزام الأمريكي المستمر بدعم الأمن الإسرائيلي، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الحالية.
تقييم أداء القبة الحديدية وتحديات الماضي
تعتبر القبة الحديدية من أهم مكونات الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، حيث صُممت لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وعلى الرغم من اعتبارها نجاحًا تكنولوجيًا، إلا أن النظام واجه انتقادات وإخفاقات في بعض الحالات، خاصة خلال السنوات الأخيرة. أظهرت تحقيقات سابقة، بما في ذلك تحقيق داخلي في الجيش الإسرائيلي، نقاط ضعف في النظام، لا سيما أثناء هجوم 7 أكتوبر 2023.
خلال العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، تم استخدام القبة الحديدية على نطاق واسع لمواجهة الصواريخ التي أُطلقت من القطاع وكذلك من لبنان واليمن وإيران. ومع ذلك، فقد تم تسجيل بعض الحالات التي لم يتمكن فيها النظام من اعتراض الصواريخ القادمة، مما أثار تساؤلات حول فعاليته القصوى. وذكرت تقارير إخبارية أن النظام قد أجهد بسبب وتيرة إطلاق الصواريخ.
أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الأخرى
بالإضافة إلى القبة الحديدية، تعتمد إسرائيل على مجموعة من أنظمة الدفاع الصاروخي الأخرى. يشمل ذلك نظام “مقلاع داود” الذي يوفر حماية ضد الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، ونظام “سهم” المصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل على تطوير نظام دفاعي ليزري عالي القدرة، والذي من المتوقع أن يكون جاهزًا في المستقبل القريب. تهدف هذه الأنظمة المتعددة إلى توفير طبقات دفاعية شاملة ضد مجموعة واسعة من التهديدات الصاروخية.
التركيز على تطوير هذه الأنظمة يأتي في سياق جهود متواصلة لتحسين القدرات الدفاعية الإسرائيلية، وخصوصًا في ظل التهديدات المتزايدة من قبل جماعات مسلحة ودول معادية. ودعم الولايات المتحدة المالي والتقني يلعب دورًا حاسمًا في هذه الجهود. أحد المصطلحات المرتبطة هي “مكافحة الطائرات” او Anti-Air Warfare.
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن العقد يمثل “قفزة استراتيجية” في القدرات الدفاعية الجوية لإسرائيل، وأكد على أهمية التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا المجال.
من المتوقع أن تبدأ شركة “رافائيل” في تنفيذ العقد على الفور، مع تسليم الدفعات الأولى من الصواريخ الاعتراضية في الأشهر القادمة. وسيراقب الخبراء العسكريون والمحللون السياسيون عن كثب تأثير هذا العقد على الموقف الأمني الإقليمي، كما سيتتبعون التقدم في تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية الأخرى. تحديد الجدول الزمني الكامل للتحديثات وتقييم التحسينات في الأداء سيكون محور اهتمام في المستقبل القريب.
