Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

عماذا نتحدث إذا تحدثنا عن الصديق؟

عماذا نتحدث إذا تحدثنا عن الأصدقاء؟ هل يبدو هذا السؤال غريباً بالنسبة لكم؟ غريباً بما يحيل إلى فكرة أن الجميع يعرف فكرة الصداقة وقيمتها في حياته، ويعرف معنى وجود الأصدقاء في اللحظات التي لا يمكن أن تتزحزح أو تمر بسهولة إذا لم يكن هنالك أصدقاء، ويعرف التعاليم الأولى البدائية ربما التي تلقنها في أسرته عندما كان طفلاً، وكان والده ووالدته يلقنانه المبادئ الأولى في كيفية اختيار الصديق الجيد، لذلك إذا تحدثنا عن الأصدقاء فإن أول ما سنتذكره هو تلك المقولة المتعارف عليها في معظم الثقافات (الصديق عند الضيق)، فالصديق الذي تجده بجانبك وقت الحاجة، هو صديقك الحقيقي!

ولكن ماذا إذا كان للصديق والصداقة دلالات أخرى؟ ماذا عن ماهية الحاجة أو الضيق الذي يكشف الصديق؟ ماذا عن الصديق الذي يمضي عمره معك يقف إلى جانبك، يعينك، يشاركك أوقاتك كلها في جميع تقلباتها؟ حتى إذا ظننت أن الموت وحده يمكن أن يفرقكما في هذه الدنيا، فاجأك بالتنكر والهجران، دون أن تعرف لماذا؟

عماذا نتحدث أو كيف نفسر اختفاء الصديق من حياتنا؟، الصديق الذي قطعنا معه طريق العمر، لا نتحدث عن صديق الصدفة، ولا صديق المفارقة، ولا صديق المصلحة وزمالة العمل، نتحدث عن صديق العمر، الصديق الذي تجمع بينكما ذاكرة تمتد منذ أيام اللهو والمدرسة الابتدائية، وأيام الشقاوة عندما كانت دماء الشباب تغلي في عروق الأحلام والتطلعات التي كنتما ترسمانها للمستقبل!

إنه الصديق الذي تعرفه جيداً ويعرفك أكثر، لكثرة ما تحدثتما وتجادلتما، الصديق الذي جمعك به السفر أكثر مما جمعك بأسرتك، فتشاركت معه كل شيء، هذا الصديق حين يختفي من حياتك فجأة، ودون مبرر مقنع يوازي هذه التركة العظيمة من الأيام والذكريات، بماذا يمكنك أن تحدث نفسك وتقنعها حينها؟ كيف يمكن أن لا تعد ذلك خيانة للصداقة وللعمر الذي تمت التضحية به بمنتهى السهولة؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى