Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

عمليات نسف إسرائيلية بالقطاع وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية مع اقتراب الشتاء

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مصحوبة بعمليات هدم وتدمير في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. وتأتي هذه الغارات بعد فترة من الهدنة الهشة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية خلف ما يسمى بـ”الخط الأصفر” في رفح، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الوضع في غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف والنسف استهدفا بشكل خاص مناطق في مدينة رفح وخان يونس، مع استمرار إطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية. وتشير التقارير إلى أن هذه العمليات تعيق بشكل كبير جهود إعادة الإعمار وتزيد من معاناة السكان المحليين، الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع تدهور الوضع في غزة

حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء. ويواجه أكثر من 1.7 مليون شخص ظروفًا معيشية قاسية بسبب نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية السكنية. وتشكل هذه الأزمة تهديدًا كبيرًا لحياة وسلامة المدنيين، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا.

وتعرب منظمات الإغاثة عن قلقها البالغ إزاء أوضاع النساء الحوامل والفتيات في القطاع. فقد أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل محرومات من خدمات الولادة الآمنة بسبب الهجمات على المستشفيات والانهيار شبه الكامل للنظام الصحي. هذا النقص في الرعاية الصحية يزيد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة للأمهات والأطفال.

ومع بدء فصل الشتاء، يواجه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين ظروفًا مأساوية في الخيام والملاجئ المؤقتة. وتفتقر هذه الأماكن إلى مقومات الحياة الأساسية، مثل التدفئة والمياه النظيفة والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، يمنع جيش الاحتلال إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لتجهيز أماكن الإيواء، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

تأثير القصف على البنية التحتية

لم يقتصر القصف الإسرائيلي على المناطق السكنية، بل امتد ليشمل البنية التحتية الحيوية في قطاع غزة. فقد تم تدمير العديد من المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وزيادة المعاناة الإنسانية. وتشير التقديرات إلى أن إعادة بناء هذه البنية التحتية ستستغرق سنوات وتكلف مليارات الدولارات.

جهود البحث عن جثث المفقودين

في تطور ميداني آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن فريقًا مشتركًا من الصليب الأحمر وكتائب القسام يستعد لاستئناف عمليات البحث عن جثة أسير إسرائيلي في حي الزيتون بمدينة غزة. وتأتي هذه الجهود في إطار اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه مؤخرًا، والذي يهدف إلى إطلاق سراح الأسرى من كلا الجانبين. ومع ذلك، فإن العملية معقدة وتواجه صعوبات كبيرة بسبب استمرار القصف والدمار.

الخسائر البشرية تتزايد مع استمرار الوضع في غزة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأحد، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 70 ألفًا و360 شهيدًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023. كما بلغ عدد الجرحى 171 ألفًا و47 إصابة. وتشير هذه الأرقام إلى حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع، وتؤكد الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.

ومنذ بدء وقف النار الأخير في 10 أكتوبر 2025، تم تسجيل 373 شهيدًا و970 إصابة، بالإضافة إلى انتشال 624 جثة من تحت الركام. هذه الأرقام تعكس استمرار العنف والمعاناة في قطاع غزة، حتى خلال فترات الهدنة. وتشير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة.

من المتوقع أن تستمر المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في الأيام المقبلة، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى اتفاق دائم. ويعتمد مستقبل الوضع في غزة بشكل كبير على نتائج هذه المفاوضات، وعلى قدرة المجتمع الدولي على الضغط على الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يحترم حقوق جميع الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى