عندما تنتصر الأفراح
في عالم الرياضة وحده تشعر بالاستثناء، تشعر بأن الأفراح ما زالت موجودة في الدنيا، وأنها من الممكن أن تهزم الأحزان وتنتصر عليها! معلوم أننا في زمن صعب وقاسٍ، لا يكفيك فيه أن تكافح لكي تعيش!
نعم، هذه المعاني المتناقضة مرت على خاطري وأنا أتابع ما أسفرت عنه منافسات القمة في كرة القدم المصرية والإماراتية، شاهدت أفراح فريق الزمالك وجماهيره كما لم أشاهدها من قبل، لدرجة أنها فاقت الأحزان النبيلة لجماهير الأهلي، التي لم تتعود على هذه النوعية من الخسائر، ففريق الزمالك الجريح، إذا جاز التعبير، ينتصر على غريمه التقليدي، وينتزع كأس السوبر الأفريقي على ملعب المملكة أرينا بالرياض، وسط أجواء أسطورية، تسيطر مشاهد الفرح الزملكاوية وكأنها تحدث للمرة الأولى، وتحتجب مشاهد الحزن الأهلاوية خجلاً أمام عنف وجنون وسطوة الأفراح، وقبلها بساعات كان المشهد نفسه موجوداً بملاعب الإمارات، وتحديداً في مدينة العين الجميلة عاصمة كرة القدم الإماراتية، ففريقها بطل آسيا يفتتح بطولات كأس القارات بفوز مدوٍ على فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي بالستة، وسر الفرح العيناوي لم يكن بسبب الفوز الكبير فحسب، بل لأنه سيؤهله لملاقاة الأهلي المصري في القاهرة من أجل بلوغ نصف نهائي البطولة، وكان هذا اللقاء المنتظر سبباً لأفراح جماهير العين الطاغية، وتشاء الأقدار أن تتواصل الأفراح عندما تمكن العين محلياً من الفوز على الوصل بطل ثنائية الإمارات، وهو انتصار له مغزى لا سيما أنه تحقق بأداء عيناوي جميل ولافت، يجعله قادراً على مقارعة الآخرين محلياً وخارجياً رغم كثرة المشاركات.
آخر الكلام
نعم، في الساعات الماضية انتصرت الأفراح على الأحزان هنا وهناك، انتصرت هناك في مصر بفوز الزمالك المستحق، وهنا في الإمارات حتى على مستوى قمة دوري المحترفين عندما واصل الشارقة وشباب الأهلي الصدارة بالعلامة الكاملة من 4 مباريات، لتخرج الجماهير «من عقالها» وتمني النفس بلقب حائر، يعود من جديد.