شهد قطاع غزة والضفة الغربية تصعيداً في الأحداث اليوم الثلاثاء، حيث نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مصحوبة بقصف مدفعي على عدة مناطق في غزة، بالتزامن مع اقتحامات متفرقة في مدن وبلدات الضفة الغربية. وتأتي هذه التطورات وسط استمرار التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، مما يثير قلقاً بالغاً على مستقبل الوضع في فلسطين.
وبحسب مراسلينا، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في محيط رفح وخان يونس، بالإضافة إلى مخيم المغازي وبيت لاهيا. كما أفادت التقارير بقصف مدفعي مركز على مناطق شرقي خان يونس والوسطى، دون ورود تفاصيل دقيقة حول الأهداف المحددة أو الخسائر الناجمة عن هذه الهجمات حتى الآن. هذه التطورات تعتبر بمثابة استمرار للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023.
تصعيد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
يأتي هذا التصعيد في القصف في وقت حرج، تتفاقم فيه معاناة آلاف النازحين في غزة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة. هذا المنخفض يزيد من صعوبة الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها السكان، الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والملجأ.
وتستمر قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مما يعيق جهود الإغاثة الإنسانية ويحد من وصول المساعدات الضرورية إلى المحتاجين. تتركز هذه العمليات بشكل رئيسي في المناطق التي يواصل الاحتلال احتلالها. ويؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتزيد من معاناة المدنيين.
الخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار
وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد الماضي، أن قوات الاحتلال ارتكبت 969 خرقاً جسيماً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، وذلك خلال 80 يوماً. وشملت هذه الخروقات إطلاق النار على المدنيين، والتوغلات في المناطق السكنية، والقصف الذي استهدف المواطنين والمنازل.
ونتيجة لهذه الخروقات، استشهد 418 مواطناً فلسطينياً وأصيب أكثر من 1141 آخرين، بالإضافة إلى تسجيل 45 حالة اعتقال غير قانوني، وفقاً للمكتب الإعلامي. هذه الأرقام تشير إلى حجم الضرر والخسائر التي يتكبدها الفلسطينيون نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة.
اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية
بالتوازي مع القصف في غزة، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات في مدن وبلدات الضفة الغربية، وأصيب فلسطيني برصاص الجيش في مدينة البيرة، فيما تم اعتقال ستة آخرين. وتشمل هذه الاقتحامات عمليات تفتيش وتفتيش للمنازل، واعتقال الأفراد، وإطلاق قنابل الصوت والغاز السام.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المدينة، ترافقها جرافة عسكرية، تمهيداً لاقتحام “مقام يوسف” من قبل المستوطنين. وقامت القوات بإجبار سكان عمارتين على إخلائهما وتحويلهما إلى نقاط مراقبة عسكرية. يعد “مقام يوسف” موقعاً دينياً حساساً، وغالباً ما يشهد توتراً واحتجاجات.
ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى أكثر من 1103، فيما أصيب حوالي 11 ألفاً، وتم اعتقال ما يزيد عن 21 ألف فلسطيني. هذه الأرقام تعكس تصاعد العنف والتوتر في الضفة الغربية نتيجة للوضع المتدهور في غزة.
الوضع في فلسطين يظل معقداً ومتطوراً، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة. من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، ولكن يبقى مستقبل هذه الجهود غير واضحاً. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، خاصة فيما يتعلق بجهود الإغاثة الإنسانية ومساعي التهدئة.
