Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

غارديان: كتاب عمر العقاد يفضح القيم الأخلاقية الغربية وصمتها عن مآسي غزة

|

اختارت صحيفة غارديان لسلسلة “كتاب الأسبوع” كتاب الصحفي والروائي المصري الكندي عمر العقاد، الذي يسلط الضوء على التناقضات الأخلاقية في صميم الليبرالية الغربية، خصوصا بعد الأهوال التي شهدها أهل غزة والعالم واقف يتفرج.

وأشار الكاتب في الصحيفة البريطانية شون أوهاغن إلى أن عنوان الكتاب “يوما ما، سيكون الجميع ضد ما حصل” يطرح تساؤلات عن حقيقة ما تعنيه القيم الغربية أمام القتلى من الرضع والأطفال المشوهين والمصابين بصدمات نفسية والعائلات والمجتمعات التي تم محوها في غزة وفي صراعات أخرى حول العالم.

ووفق أوهاغن، الذي تولى مراجعة الكتاب، ينبع العنوان من تغريدة كتبها العقاد في 2023 أثناء قصف إسرائيلي مكثف على القطاع، ومفادها أنه “في يوم ما، عندما يصبح من الآمن تسمية الشيء ووصفه بما هو عليه، وعندما يفوت الأوان لمحاسبة أي شخص، سيدعي الجميع أنهم كانوا ضد ما حصل”.

كتاب عمر العقاد بعنوان “يوما ما، سيكون الجميع ضد ما حصل” (الجزيرة)

وقال أوهاغن إن العقاد تأمل في كتابه بتجربته مع الغرب، إذ إنه ولد في مصر وترعرع في كندا ويعيش الآن في الولايات المتحدة، وينتقد الصحفي المصري الكندي بشدة فكرة الليبرالية الغربية، مؤكدا أن التزام الغرب المزعوم بحقوق الإنسان يظهر على حقيقته أمام “الواقع الوحشي” الذي تفرضه نزاعات مثل التي في غزة.

وعلق العقاد على هويته المعقدة قائلا إن “الوطنية بالنسبة لي تنبع من حياة مختلفة تماما عن التي منحني إياها الحظ، فأنا أعيش الآن في كنف العالم الذي يطلق الصواريخ على غزة، والواقع هو أن هذا الجانب سيكون دائما أكثر أمانا”.

ويرى أوهاغن أن النقطة المحورية في الكتاب المؤلف من 10 أجزاء هي غزة، إذ يؤكد العقاد أن الخسائر البشرية والأرواح التي أزهقت في فلسطين يربطها حبل وثيق بالصمت الغربي المطبق أمام إسرائيل، ويتحسر الكاتب على أن العالم الغربي سيعارض هذا الصمت بعد فوات الأوان.

ووفق أوهاغن، يتحدى كتاب العقاد مفهوم الحياد الصحفي، إذ يرى أن على الصحفيين تحريض الشعوب ضد الصمت والسلطة، ويتجلى هذا النقاش في عمل العقاد الصحفي على تغطية الحرب في أفغانستان ومحاكمات سجن غوانتانامو والربيع العربي في مصر، حيث اختبر بنفسه التنازلات الأخلاقية الناتجة عن التقارير المحايدة أمام الأزمات الإنسانية والظلم.

ويضيف العقاد في كتابه أن تحقيق مهمة الصحفي الحر المتمثلة بالتحريض ضد الصمت أمام الأهوال، تولاها الصحفيون الفلسطينيون بجانب المواطنين العاديين باستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث وثقوا “الهجمات المميتة على المستشفيات والمدارس والضواحي والخيام الواهية”.

ووفق مراجعة الكتاب، أشاد العقاد برموز مثل معتز عزايزة ووائل الدحدوح وغيرهم ممن وثقوا أهوال الحرب على الرغم من استشهاد أقاربهم وأحبائهم.

وأورد أوهاغن أن العقاد يروي في كتابه مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 سنوات) بشكل مؤثر -والتي قتلتها دبابة إسرائيلية بعد محاصرتها في مركبة محاطة بجثامين أفراد عائلتها- ويقول “لقد رفعت هند سماعة الهاتف وتوسلت طلبا للمساعدة، وبكت وقالت إنها بللت نفسها، لقد كانت في الخامسة من عمرها، أي كلمة تصف ما شعرت به هذه الطفلة؟”.

وخلص أوهاغن إلى أن كتاب العقاد يجبر القراء على التعامل مع حقيقة أن “القيم الغربية” قد لا تكون بالأخلاقية أو الاتزان أو العدل أو الثبات الذي تصور عليه، واختتم الكاتب مراجعته باقتباس من العقاد بأن “ضحايا هذه المعضلة لا يموتون ويختفون بسهولة دون أثر، بل يحفرون آبارا في قلوب الأحياء، يعيشون فيها أبد الدهر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى