Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

غزة.. خريف قاسٍ ونازحون في العراء

بدت خيام النازحين في خريف عمرها، بعد أن طالت عليها الحرب في قطاع غزة، وطال أمد النزوح، إذ تمزقت الخيام وأصبحت خاوية على عروشها على أبواب إكمال العام الأول، بفعل العوامل الطبيعية، وكثرة التنقل والترحال.

عبثاً يحاول عماد النصار 28 عاماً من مخيم جباليا، إصلاح خيمته التي كانت تذروها الرياح، تحسباً لما هو قادم، لكن تآكل القماش وتمزق النايلون وقف حجر عثرة أمام محاولاته، ولا سيما مع انعدام أدوات الصيانة.

يشير النصار إلى أن الخيمة التي يسكنها مع ثمانية آخرين من عائلته، تنتصب منذ تسعة أشهر، وبالكاد حصلوا عليها، إلا أنه ومع تكرر النزوح من مكان إلى آخر، وتأثير الرياح والشمس والمطر، تمزقت الخيمة وبدا قماشها رثاً يصعب إصلاحه.

ويضيف النصار: الخيام التي حصلنا عليها ليست مخصصة للسكن، ولا تصلح سوى للرحلات، مع مراعاة ألا يزيد استعمالها عن الشهر، أما أن تصبح مأوى دائماً فهذا سيعرضها للتلف سريعاً، وخصوصاً مع كثرة التنقل، وتعرضها للشمس والرطوبة لفترة طويلة.

ولفت النصار إلى صعوبة استبدال الخيام لندرتها، ولا سيما مع استمرار حالات النزوح، مبيناً أنه يحاول إطالة عمر خيمته لأطول فترة ممكنة، من خلال حياكة ما يتمزق من القماش، وإضافة بعض القطع الخشبية أو النايلون، لكن بعد أن مرت عليها رحلة الشتاء والصيف، بدت مهمته شبه مستحيلة.

فقدان خيام

ويشكو سكان الخيام في قطاع غزة من العشوائية في نصبها، وعدم الاستقرار، إذ يضطرون للنزوح في أحايين كثيرة، ووفقاً لتحركات الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن انعدام المتابعة من قبل اللجان الإدارية وفرق الصيانة.

ويقول نازحون، إن مئات النازحين فقدوا خيامهم خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن بليت بشكل كامل، ما يثير المخاوف من خريف وشتاء قاسيين، بعد أن نفدت الخيام من مراكز توزيع المساعدات، وكذلك قطع القماش والنايلون.

جحيم

ويقول مراد أبو عمرة 46 عاماً: التوقعات تشير إلى استمرار الحرب، ولا تلوح في الأفق نهاية لهذا الجحيم، وحتى لو توقفت الحرب اليوم، سيكون من الصعب علينا الانتقال إلى منازلنا المدمرة، وستظل الخيام بيوتنا، ويبدو أننا سنواجه الشتاء بخيام بالية.

وثمة تفاصيل قاسية وفصول أخرى لمعاناة النازحين داخل الخيام المتهالكة، فهي لم تعد فقط للنوم والسكن، بل غدت الخيمة ذاتها للإقامة والطهي والاستحمام واحتواء الأمتعة وغير ذلك، ولا متسع للمكوث فيها خلال ساعات النهار، في حين يتغير نظامها في الليل، إما لاستيعاب نازحين جدد، أو لتدبير نوم الأطفال والنساء، حيث يبيت غالبية الرجال في الشوارع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى