فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايته “الجسد”

فاز الكاتب البريطاني ديفيد سالوي بجائزة “بوكر” البريطانية المرموقة عن روايته “الجسد” في حفل أقيم بلندن. سالوي، البالغ من العمر 52 عاما، حصل على الجائزة البالغة قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، متفوقا على قائمة قصيرة ضمت أسماء بارزة.
تألفت لجنة التحكيم التي اتخذت هذا القرار من شخصيات بارزة، ترأسها الروائي الفائز سابقا بالجائزة رودي دويل. الرواية السادسة لسلاوي، “الجسد”، تدور حول الرحلة الشاقة والمعذبة لرجل مجري من الطبقة العاملة.
رواية “الجسد” ودلالاتها
تعتمد رواية “الجسد” على أسلوب “الرواية المرتبطة”، حيث تظهر كل قصة كوحدة مستقلة وتسهم في بناء نسيج حياتي أوسع. سالوي كشف في مقابلة حديثة عن جوهر هذا العمل قائلا: “أردت أن أكتب عما يعنيه أن تكون جسدا حيا في هذا العالم”.
الرواية تتبع مسار بطلها من الخدمة العسكرية في وطنه، مرورا بتجارب قتالية في العراق، وصولا إلى انتقاله للعمل سائقا وحارسا شخصيا في عالم أثرى الأثرياء في لندن. تتخلل هذه الرحلة علاقاته المضطربة، خاصة مع نساء أكبر منه سنا.
أسلوب سالوي الروائي
يعتمد سالوي في أسلوبه على لغة مقتصدة وحوارات “مُقطّعة”، مع تركيز على الأفعال أكثر من المشاعر المعللة. ناقد وصف حركة الرواية بأنها “تتحرك، ليس كتيار هادر، بل كقطار ليلي أوروبي”.
لجنة جوائز البوكر وصفت الرواية بأنها “رواية دافعة ومنومة مغناطيسيا عن رجل يتفكك بفعل سلسلة من الأحداث التي تفوق استيعابه”. هذا التفكك يتجلى في الأسلوب نفسه، حيث يتعامل سالوي مع السطح والعمق بمهارة.
فوز سالوي بجائزة “بوكر” يأتي في وقت تُطرح فيه أسئلة جدية حول الهوة بين شرق أوروبا وغربها، وبين الطبقة العاملة المثقلة بالذكريات، وعالم المال الفاحش والاغتراب الذاتي.
رواية “الجسد” كاشفة وتجعل القارئ ينظر مجددا إلى كل بواب أو حارس من أوروبا الشرقية قد يصادفه. الجائزة تأتي تتويجا لجهود سالوي في تقديم عمل روائي متميز.
في المستقبل، يتوقع أن تحظى رواية “الجسد” باهتمام متزايد من القراء والنقاد على حد سواء. من المتوقع أن تؤدي الجائزة إلى زيادة مبيعات الرواية وتوسع نطاق قراءتها.





