Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

قائد دبابة رفض الخدمة بجيش الاحتلال: أيام إسرائيل معدودة

شن 5 عسكريين احتياط يرفضون الخدمة بالجيش الإسرائيلي هجوما حادا على حكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدين أنها تطيل أمد الحرب على قطاع غزة لضمان استمرارها في السلطة.

وشددوا على أن هذه الحكومة مستعدة للتضحية بالأسرى والعسكريين الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى أي أمل في مستقبل آمن وسلمي، سعيا خلف “أهدافها الدنيئة”.

وأكد العسكريون -الذين أعلنوا رفضهم الخدمة بالجيش، في شهادات نقلتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء- أن هذه الحرب “تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية”.

أهداف دنيئة

وقال رون فاينر (26 عاما) وهو يدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد بجامعة حيفا “خلال الحرب، خدمتُ قائدا لفصيل مشاة لمدة 270 يوما، موزعة على 3 فترات، أول اثنتين منها على الحدود اللبنانية، والثالثة في لبنان”.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لاحقا إلى حرب واسعة انتهت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مخلفة أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.

وأضاف فاينر “عندما استُدعيتُ للمرة الرابعة، بعد صراع داخلي طويل وشاق، اخترت عدم الالتحاق بالخدمة” مضيفا “رفضت الالتحاق بالخدمة عندما اتضح أن الحكومة تطيل أمد الحرب من أجل البقاء السياسي وغزو غزة”.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلفت حرب الإبادة تلك -بدعم أميركي- أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود. إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ويتابع العسكري الإسرائيلي الرافض للخدمة بالجيش أن الحكومة “مستعدة للتضحية بالرهائن ومدنيي غزة وجنود الجيش وأي أمل في مستقبل آمن وسلمي، سعيا خلف أهدافها الدنيئة”.

وحسب تقديرات إسرائيلية، يوجد 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، 20 منهم أحياء. في حين يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأردف فاينر “بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي، أصبح من الواضح أنه لم يتبق حتى شعاع من الأمل في أن قادة حكومتنا يعطون عودة الرهائن الأولوية”.

ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به حماس. لكن نتنياهو يتنصل من بدء مرحلته الثانية، ويستأنف الإبادة الجماعية بغزة منذ 18 مارس/آذار استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.

وزاد فاينر أنه “كان من الواضح أن الحياة البشرية لا تعني لهم شيئا” واستطرد “إنهم مستعدون لمواصلة حرب تودي بحياة العشرات والمئات من الفلسطينيين يوميا، ويُقتل فيها جنود الجيش يوميا، ففي الشهر الماضي وحده قُتل 20 جنديا”.

أيديولوجيا هدامة

من جانبها، قالت ميخال دويتش (30 عاما) إن “الهدف الوحيد من هذه الحرب بقاء الحكومة على حساب آلاف الأطفال في غزة دون سن السادسة الذين قُتلوا، والعدد يزداد يوميا، وكذلك على حساب الرهائن والجنود وسلامتنا جميعا”.

وأضافت دويتش “الجندي المحترف والذكي هو من يتحلّى بالرحمة ويلتزم بالإجراءات أثناء تنفيذ مهمته وليس مدفوعا بالانتقام والكراهية” مضيفة “هكذا أواصل الكفاح، حتى لو كان ذلك من خارج الجيش”.

وقال يوتام فيلك (30 عاما) وهو من تل أبيب وضابط بسلاح المدرعات “خدمت حوالي 270 يوما في غزة منذ بدء الحرب”.

وتابع “رغم انتقادي اللاذع للحكومة وقيادتها، كنت أعتقد أن من واجبنا النضال من أجل أمن شعبنا، وإعادة الرهائن، والتصرف بحزم ضد حماس”.

واستدرك فيلك “لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذه الحرب تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية والمعنوية” مضيفا “لم يعد بإمكاني الصمت في وجه التخلي عن الرهائن، والدمار الذي لا ينتهي، واستخدام الحكومة لنا جنودا ورهائن ومدنيين بيادق سياسية”.

وقال أيضا “في النهاية، اتخذت القرار الصعب بالخروج علنا ضد هذه الحرب التي اختطفتها أيديولوجية هدامة تقودنا نحو الكارثة” كاشفا أنها كانت خطوة صعبة لكنها نابعة من شعور بالمسؤولية، لا من باب التهرب”.

أيام إسرائيل معدودة

ورأى إيتمار شوارتز (22 عاما) وهو قائد دبابة مُسرح “كان من الممكن أن تنتهي هذه الحرب وتنتهي مذبحة غزة، وأن يعود الرهائن إلى ديارهم”.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وأضاف شوارتز “ما لم نتوقف ونطلب المغفرة من الشعب الفلسطيني ونساعده على إعادة الإعمار، فإن أيام إسرائيل معدودة”.

وتابع “يجب أن تنتهي الحرب وأن يعود الأسرى الإسرائيليون بغزة والأسرى الفلسطينيون إلى ديارهم. وعلينا أن نأمل بمستقبل مشترك مع الفلسطينيين، فهذا هو السبيل الوحيد”.

وقال شوارتز “كما أننا لن نرحل، فهم أيضا (الفلسطينيون) لن يرحلوا. معا فقط نستطيع النجاة”.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها أو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

وقال دانيال راك-ياهالوم (32 عاما) “لم أزر غزة قط. ومنذ عام 2017 تقريبا أؤدي خدمة الاحتياط بالضفة” مضيفا “لطالما اعتبرت نفسي صهيونيا يساريا، وشعرت بحرج شديد من القيام بهذه الخدمة، ربما باسم الأمن، لأنني عمليا كنت أدعم مشروعا سياسيا أعارضه”.

واستدرك “لكنني كنت أعتقد أنها ممارسة للعملية الديمقراطية الإسرائيلية ومسؤوليتي تجاه الجيش حتى لا يتحول إلى مليشيا يمينية أو يُخصخص ليصبح جيشا مرتزقا”.

وتابع ياهالوم وهو من حيفا “بلغت مدة خدمتي بالجيش حوالي 250 يوما، وبعدها أعلنت حكومة نتنياهو عملية عسكرية جديدة بغزة منذ مايو/أيار الماضي، مُلقية الرهائن رسميا تحت الحافلة” في إشارة إلى التضحية بهم.

واعتبر أن “الحكومة أعلنت بصوت عالٍ الجزء الخفي: هذه الحرب جزء من المشروع السياسي نفسه الذي تعمل حركة الاستيطان من أجله منذ عقود في الضفة الغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى