قراصنة ينشرون “ملفات سرية” بعد اختراق هاتف مدير مكتب نتنياهو

بدأت مجموعة قراصنة تُعرف باسم “حنظلة” في نشر معلومات وبيانات حساسة زعمت أنها حصلت عليها من خلال اختراق هاتف تساحي برافرمان، مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يأتي هذا الاختراق في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الهجمات السيبرانية، مما يثير مخاوف بشأن أمن البيانات الشخصية والوطنية. وتعتبر هذه العملية جزءًا من سلسلة هجمات إلكترونية تستهدف شخصيات ومؤسسات إسرائيلية، مما يزيد من حدة التحديات الأمنية في الفضاء الرقمي.
وقالت المجموعة، في منشور على منصة “إكس”، إنها بدأت في نشر صور وقوائم جهات اتصال وبيانات أخرى استُخرجت من هاتف برافرمان. وأكدت “حنظلة” أنها تراقب وتخترق الأنظمة الإسرائيلية منذ سنوات، وأن هذا الاختراق هو مجرد جزء من جهودها المستمرة. وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل واسعة النطاق في إسرائيل، حيث بدأت السلطات تحقيقًا في الحادث.
ما هي مجموعة “حنظلة” وأهدافها في الهجمات الإلكترونية؟
تُعرف مجموعة “حنظلة” بأنها جماعة قراصنة نشطة، يبدو أن اسمها مستوحى من شخصية حنظلة الكاريكتورية الفلسطينية الشهيرة. وتشتهر المجموعة بشن هجمات إلكترونية ذات دوافع سياسية، تستهدف بشكل رئيسي إسرائيل. وتهدف هذه الهجمات إلى جمع ونشر معلومات حساسة، بهدف إحراج الحكومة الإسرائيلية وتقويض ثقة الجمهور في مؤسساتها.
وفقًا لتقارير إعلامية، تتخصص “حنظلة” في عمليات “الاختراق والتسريب ذات الطابع الدعائي”، حيث تنشر بيانات مرتبطة بشخصيات أو مؤسسات إسرائيلية بارزة. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، قامت المجموعة بنشر العديد من المواد التي زعمت أنها مسربة، بما في ذلك قوائم جهات اتصال وبيانات شخصية لمسؤولين إسرائيليين.
تفاصيل الاختراق الأخير لهاتف تساحي برافرمان
أعلنت “حنظلة” عن اختراق هاتف تساحي برافرمان، مدير مكتب رئيس الوزراء، بعد فترة وجيزة من إعلان الحكومة الإسرائيلية عن تعيينه سفيرًا لإسرائيل في المملكة المتحدة. وذكرت المجموعة أنها حصلت على كمية كبيرة من البيانات من الهاتف، بما في ذلك أرقام هواتف شخصية، ومراسلات، وصور، ومستندات.
وقد نشرت المجموعة بالفعل جزءًا من هذه البيانات على الإنترنت، بما في ذلك 110 صفحة من قوائم جهات الاتصال والرقم الشخصي لبرافرمان. كما نشرت أسماء وصور شخصيات عامة ومسؤولين في مجال الأمن والإعلام. ووفقًا للقناة 14 الإسرائيلية، لم تكن المستندات المنشورة سرية بشكل خاص، لكنها تثير مخاوف بشأن مدى وصول المجموعة إلى معلومات حساسة.
هذا الاختراق يأتي بعد سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت شخصيات إسرائيلية أخرى. ففي وقت سابق، أعلنت المجموعة عن اختراق هواتف بيني غانتس، وزير الدفاع السابق، وتالي غوتليب، النائبة في الكنيست. كما أقر نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، باختراق حسابه على تطبيق “تليغرام” ونشر قائمة جهات اتصاله.
وتشير التقارير إلى أن المجموعة تستخدم أساليب متطورة في عمليات الاختراق، مما يجعل من الصعب على السلطات الإسرائيلية تحديد هوية أعضائها ومنع هجماتهم. وقد أثارت هذه الهجمات تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية البيانات الحساسة.
التهديدات السيبرانية تتزايد بشكل ملحوظ في المنطقة، وتستهدف البنية التحتية الحيوية والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة. وتعتبر إسرائيل من بين الدول الأكثر استهدافًا في العالم من قبل مجموعات القراصنة، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية ودورها في الصراعات الإقليمية.
الأمن السيبراني أصبح أولوية قصوى للحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم. وتستثمر إسرائيل مبالغ كبيرة في تطوير قدراتها في مجال الأمن السيبراني، بهدف حماية نفسها من الهجمات الإلكترونية المتزايدة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجهها في هذا المجال، بما في ذلك نقص الكفاءات المتخصصة وصعوبة مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة.
الاستخبارات السيبرانية تلعب دورًا حاسمًا في مواجهة التهديدات السيبرانية. وتعمل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع وتحليل المعلومات حول مجموعات القراصنة وأنشطتهم، بهدف منع الهجمات وتحديد المسؤولين عنها. ومع ذلك، فإن الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول هذه المجموعات يمثل تحديًا كبيرًا.
من المتوقع أن تستمر مجموعة “حنظلة” في شن هجمات إلكترونية ضد إسرائيل في المستقبل القريب. وقد أعلنت المجموعة أنها تخطط لنشر المزيد من البيانات المسروقة، بما في ذلك معلومات حول مسؤولين إسرائيليين آخرين. وسيراقب المحللون الأمنيون عن كثب أنشطة المجموعة، بهدف تقييم التهديد الذي تمثله وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهته. من المرجح أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التطورات في هذا الملف، مع استمرار التحقيقات الإسرائيلية وجهود المجموعة في نشر البيانات المسروقة.





