Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تكنولوجيا

قصة بسموت مؤسس “سايت بت” الإسرائيلية.. من منقذ أرواح إلى غريق في طوفان الأقصى

تأثر آدم بسموت عندما شهد حالة غرق لرجل في الـ70 من عمره على شواطئ البحر الميت، وفور أن عاد إلى عمله في جامعة بن غوريون في بئر السبع المحتلة باشر العمل على مشروع ذكاء اصطناعي يساهم في إنقاذ الغرقى على الشواطئ عبر مراقبتهم وتوقع الأمواج العاتية المفاجئة، ولكنه لم يستطع أن ينقذ نفسه وزملاءه من الغرق في طوفان الأقصى.

بالطبع، نظرة بسموت للحياة تتوقف عند أبناء جلدته، فقد انضم إلى قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب غزة الأخيرة، وكان ضمن قوة مكونة من 20 جنديا مكلفة بتفخيخ المباني أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتلهم في أسوء يوم يمر على الجيش الإسرائيلي في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي حيث قتلوا في انفجار قذيفة صاروخية من نوع “آر بي جي” استهدفت دبابة كانت متوقفة أمام مبنيين كان الجيش قد فخّخهما تمهيدا لهدمهما في جنوب قطاع غزة.

تسخير الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الحياة

أسس بسموت شركة “سايت بت” (SightBit) عام 2019 بعد أن شهد حالة الغرق في البحر الميت وكيف كانت جهود الإنقاذ غير مجدية بسبب تأخرها كثيرا، هذه الحادثة دفعت بسموت لأن يبحث عن آلية لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي ومحاولة توقع حالات الغرق والأفراد المعرضين للغرق بشكل سريع لتنبيه السلطات المختصة وإنقاذهم بينما يظل هناك وقت لذلك.

واعتمدت الشركة على ميزانية تأسيس تجاوزت مليون دولار، وفي عام 2023 تمكنت من جمع مليون دولار أخرى على شكل استثمار أولي في الشركة ليزيد من حجمها وتطوير التقنيات الخاصة بها، وذلك لأن الشركة تسد ثغرة يعاني منها خفر السواحل وقوات الإنقاذ البحري بسبب نقص الكوادر المدربة وتأخر وقت الاستجابة.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الغرق هو ثالث أسباب الوفاة انتشارا في العالم، إذ يحصد سنويا أرواح 372 ألف شخص في مختلف بقاع العالم وعبر مختلف أنواع المسطحات المائية سواء كانت بحارا أو فيضانات أو أنهارا صغيرة، كما أن منظمة الصحة العالمية ترى أن الغرق هو “طاعون قابل للشفاء” عبر تطوير التقنيات اللازمة، وهذه الرؤية هي التي جعلت مشروع بسموت مطلوبا في مختلف المناطق حول العالم.

وبعد إطلاق شركة “سايت بت” والتجربة الناجحة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في إنقاذ الغرقى والتنبؤ بحالات الغرق، وجد المستثمرون قطاعا آخر يمكن أن تزدهر فيه الشركة، وهو توقع حالات الفيضانات والانفجارات المائية في مختلف المدن، وفورا بدأ بسموت في تطوير النظام بشكل يجعله قادرا على توقع الفيضانات، وبعدها تمكن من بيع النظام لعدة شواطئ ومؤسسات في كندا والولايات المتحدة وأستراليا.

آلية لمراقبة حركة المياه وتوقعها

في قلب تقنيات “سايت بت” تأتي خوارزميات التوقع ومراقبة حركة المياه، إذ تمت برمجة هذه الخوارزمية لمراقبة أي تحرك وتغير في النشاط المائي مهما كان صغيرا، وبعد ذلك توقع الخطوات المستقبلية لهذا التغير، كأن تولد دوامة تجذب السباحين أو تدفع المياه إلى خارج الجسد المائي فضلا عن الوصول إلى مصدر التدفق المائي في حالات انفجار البنية التحتية أو الطوفان.

وتعتمد هذه الآلية على عدسات الكاميرا لمراقبة التغير وتسجيله، وذلك عبر أي نوع من أنواع الكاميرا مهما كان معتادا ولا يملك مستشعرات أو تقنيات مستقبلية، وينطبق هذا الأمر على كاميرات المراقبة المدنية فضلا عن كاميرات المراقبة المنزلية، وربما كان هذا من أسباب تميز منظومة “سايت بت” كونها لا تحتاج إلى معدات خاصة.

ويمكن تطبيق الآلية الخاصة بالشركة على جميع المسطحات المائية وفي جميع الحالات، إذ تستطيع التقنية مراقبة البشر المصطافين على شواطئ البحر أو حتى الشوارع والمناطق السكنية للتنبيه قبل حدوث الكارثة ليتمكن العاملون المدنيون من تدارك الأزمة قبل تفاقمها.

غرق بسموت ومشروعه في طوفان غزة

مشروع بسموت كان يمكن أن ينقذ الآلاف إذا استمر وجوده وسط شركته، ولكنه ترك عمله في شركته التي أسسها لينقذ الأرواح من الغرق، والتحق كرقيب أول في قوات الاحتياط ليغرق الفلسطينيين بتفجير المباني، ولكن طوفان الأقصى ابتلعه مع 20 من زملائه عندما انهار مبنى أصيب بصاروخ آر بي جي أطلقه مسلحو حماس عليه وعلى جنود إسرائيليين آخرين؛ وهذا ما أدى لانفجار الألغام التي زرعها بسموت وزملاؤه وأدى إلى مقتلهم جميعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى