قصة عائلة غزية..من أوجاع الحرب إلى أفراح كأس العرب

شهدت دولة قطر لحظة إنسانية مؤثرة خلال افتتاح بطولة كأس العرب 2025، حيث استضافت عائلة فلسطينية نازحة من قطاع غزة، أصيبت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة. هذه اللفتة، التي تعكس اهتمام قطر بالقضية الفلسطينية، سلطت الضوء على الجهود الإقليمية المستمرة لدعم المتضررين جراء الصراع، وتحديدًا في قطاع غزة. وتأتي هذه الاستضافة في إطار برنامج شامل للعلاج والرعاية تقدمه قطر للناجين من الحرب.
القصة بدأت مع سحر، وهي إحدى الناجيات من قصف غزة، وطفلة مريم ديب فرج الله، ابنة صديقتها التي فقدت والدتها في نفس الحرب. وصلتا إلى الدوحة بعد فترة علاج في مصر، وهناك حظيتا برعاية واهتمام كبيرين من قبل السلطات القطرية. وقد رافقتهما في هذه الرحلة أملٌ في مستقبل أفضل، ورغبة في العودة إلى غزة بعد استقرار الأوضاع.
أهمية الدعم القطري لغزة ونازحيها
لطالما كانت قطر من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، حيث قدمت مساعدات إنسانية وتنموية كبيرة لقطاع غزة على مر السنوات. وتشمل هذه المساعدات توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي للعائلات المتضررة. وتأتي استضافة هذه العائلة كجزء من هذه الجهود المستمرة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
سحر، التي فقدت زوجها وأطفالها في الحرب، وصفت استقبال قطر لها ولـ مريم بأنه “جبر بخاطر”. وأعربت عن امتنانها العميق للرعاية والاهتمام الذي حظيت بهما، مؤكدة أن قطر أسهمت بشكل كبير في تخفيف معاناتهما.
لحظات لا تُنسى في افتتاح كأس العرب
حضور سحر ومريم افتتاح كأس العرب في ملعب البيت بالخور كان بمثابة تجربة فريدة، و”لحظة لا تُنسى” كما وصفتهما. فقد استغلتا المناسبة لتوجيه الشكر لقطر قيادةً وشعبًا على اهتمامها بغزة، ورعايتها المستمرة للمصابين والمتضررين. وعبرت سحر عن شعورها بالراحة والأمان في الدوحة، مشيرة إلى أن قطر لم تقصر في توفير كل ما تحتاجانه.
لم يقتصر الأمر على الاستقبال الحافل، بل تعداه إلى مشاركة الفرحة مع الجماهير العربية المتواجدة في الملعب. وقالت سحر إنها شعرت بأن الوطن العربي بأكمله يشاركها مشاعرها، وأنه لم يكن هناك أي فوارق بين الحضور.
فوز فلسطين في كأس العرب يرسخ الوحدة
ولعل اللحظات الأكثر بهجة بالنسبة لسحر ومريم كانت فوز المنتخب الفلسطيني على نظيره القطري في افتتاح البطولة. وعبرت سحر عن مفاجأتها وسعادتها بهذا الفوز التاريخي، مؤكدة أنه سيعم الفرح في نفوس الفلسطينيين، حتى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في غزة.
وعلى الرغم من أهمية الفوز، أكدت سحر أن الأهم بالنسبة لها هو الرمز الذي يحمله، وهو “رسالة وحدة العرب”. وقالت إن هذا الفوز يثبت أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن هناك الكثير من الأشقاء العرب الذين يدعمون قضيتهم.
أما مريم، فقد عبّرت عن انبهارها بحفل الافتتاح، ووصفته بأنه “جميل جدًا”. وكانت الطفلة الصغيرة سعيدة جدًا بحضور المباراة، وتشجيع المنتخب الفلسطيني.
وتشير سحر إلى أن الوضع في غزة لا يزال صعبًا للغاية، وأن الكثير من العائلات تعاني من نقص في الأساسيات مثل الكهرباء والمياه والغذاء. لكنها تؤكد أن الأمل لا يزال موجودًا، وأن الشعب الفلسطيني سيظل صامدًا حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
الخطوات المستقبلية وتوقعات العائلة
من المقرر أن تستمر سحر ومريم في تلقي العلاج والرعاية في قطر، حتى يتحسن وضعهما الصحي والنفسي. وتأمل العائلة أن يتمكنوا من العودة إلى غزة في أقرب وقت ممكن، بعد انتهاء الحرب وتحقيق الاستقرار. إلا أن هذا يعتمد على التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة.
وسيبقى متابعة الأوضاع في غزة وجهود الكويت لإعادة الإعمار أمرًا بالغ الأهمية في الأشهر القادمة. كما ينبغي مراقبة مبادرات الدعم الإنساني الأخرى التي قد تظهر لمساعدة المتضررين من الصراع في المنطقة. من المتوقع أن تعلن قطر عن تفاصيل إضافية بشأن برنامجها لدعم غزة في القريب العاجل.





