Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

قصص أخطر 4 جواسيس اخترقوا حصون الشاباك الإسرائيلي

كشف فيلم وثائقي أخير للجزيرة عن ثغرات أمنية عميقة داخل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، مما أثار تساؤلات حول فعالية ما يُعرف بـ “الأمن الإسرائيلي” الذي لطالما تباهت به تل أبيب. الفيلم الوثائقي “اختراق من الداخل” يسلط الضوء على حالات تجسس صادمة، حيث تمكن جواسيس من اختراق الشاباك ليس فقط من الخارج، بل من داخل الجهاز نفسه، وحتى من خلال الوصول إلى مناصب حساسة في الدولة، مما تسبب في أضرار استراتيجية كبيرة.

الفيلم، الذي أثار جدلاً واسعاً في إسرائيل، يعرض قصصاً مفصلة لأفراد تمكنوا من التلاعب بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية على مدى عقود، وكيف استغلت دول معادية هذه الثغرات لجمع معلومات استخباراتية حساسة. وتتراوح هذه القصص بين جواسيس تقليديين يعملون لصالح دول أجنبية، وأفراد مدفوعين بمصالح شخصية أو أيديولوجية، مما يثير تساؤلات حول آليات التوظيف والرقابة داخل الشاباك.

ليفي ليفي.. الجاسوس الذي توظف في “الشاباك”

تُعد قصة ليفي ليفي من أبرز الحالات التي كشف عنها الفيلم، حيث نجح مهاجر يهودي بولندي في الحصول على وظيفة داخل قسم العمليات في الشاباك عام 1948. وبحسب شهادات ضباط سابقين، كان ليفي مكلفاً بزرع أجهزة تنصت في سفارات دول أوروبا الشرقية في تل أبيب، لكنه قام بدلاً من ذلك بتسريب معلومات تفصيلية حول هذه العمليات إلى المخابرات البولندية، محذراً إياهم من العمليات الوشيكة.

هذا التسريب المستمر منح المخابرات البولندية فرصة لتقويض العمليات الإسرائيلية لسنوات عديدة. وصف المحلل الاستخباراتي يوسي ميلمان اختراق ليفي بأنه كان بمثابة “إدخال ذئب إلى حظيرة الحليب”، مشيراً إلى أن دوافع ليفي كانت مالية بحتة، حيث عاش حياة مرفهة بفضل الأموال التي تلقاها من بولندا. وقد أدى كشف أمره في النهاية إلى تغييرات جذرية في أساليب عمل الشاباك وإجراءاته الأمنية.

“الخائن” في مكتب بن غوريون

لم يقتصر الاختراق على مستوى الموظفين العاديين، بل وصل إلى أعلى المستويات السياسية. الفيلم سلط الضوء على قصة إسرائيل بير، الذي نجح في الصعود ليصبح مستشاراً خاصاً لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ديفيد بن غوريون. استغل بير منصبه الرفيع للوصول إلى معلومات سرية للغاية حول التكتيكات والاستراتيجيات الإسرائيلية، وقام بتسريبها إلى الاتحاد السوفيتي.

اعترف بير لاحقاً بأن دوافعه كانت أيديولوجية، حيث كان يعتقد أن الاتحاد السوفيتي هو “القوة الأهم في العالم”. وقد وصف رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري بير بأنه “أحد أخطر وأضر الجواسيس على الأمن الإسرائيلي”، مما يفسر العقوبة القاسية التي نالها بالسجن لمدة 15 عاماً.

اختراق المؤسسات العلمية

بالإضافة إلى ذلك، كشف الفيلم عن حالات اختراق للمؤسسات العلمية الإسرائيلية الحساسة. فقد قام ماركوس كلينبيرج، وهو عالم في المعهد البيولوجي، بتسريب أسرار الأسلحة البيولوجية والكيميائية إلى الاتحاد السوفيتي لعقود بدافع أيديولوجي. كما جندت المخابرات التشيكية والسوفيتية البروفيسور كورت سيتا، وهو عالم في التخنيون، للحصول على معلومات حول البرنامج النووي الإسرائيلي في بداياته. ولا يمكن إغفال قضية مردخاي فعنونو، الفني النووي الذي فضح القدرات النووية الإسرائيلية للعالم في عام 1986.

تُظهر هذه الحالات مدى التعقيد والتحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية في مواجهة التجسس، وكيف يمكن للأفراد ذوي الدوافع المختلفة أن يشكلوا تهديداً كبيراً للأمن القومي. كما تبرز أهمية إجراءات التوظيف والرقابة الصارمة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تحديث وتطوير الأساليب الأمنية بشكل مستمر.

الفيلم الوثائقي “اختراق من الداخل” أثار نقاشاً واسعاً في إسرائيل حول مدى فعالية الأجهزة الأمنية وقدرتها على حماية البلاد من التهديدات الخارجية والداخلية. من المتوقع أن يؤدي هذا الفيلم إلى إجراء مراجعة شاملة لإجراءات الأمن والرقابة داخل الشاباك والمؤسسات الحكومية الأخرى. وستركز هذه المراجعة على تحديد الثغرات الأمنية ومعالجتها، بالإضافة إلى تعزيز آليات التوظيف والتدريب للموظفين. من المرجح أن يتم تقديم توصيات بشأن هذه المراجعة إلى الحكومة الإسرائيلية في غضون الأشهر القليلة القادمة، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه التوصيات ستُنفذ بالكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى