Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سوريا

استهدفت القوات الإسرائيلية مواقع في ريف القنيطرة ودرعا السوريين بقصف مدفعي، في تصعيد للأحداث المتكررة في المنطقة. يأتي هذا القصف في ظل توترات مستمرة وتصريحات متبادلة حول الأمن الإقليمي، مما يثير مخاوف بشأن استقرار المنطقة. وتعتبر هذه الهجمات جزءًا من سلسلة اعتداءات إسرائيلية على الأراضي السورية، وتحديدًا فيما يتعلق بمسألة المنطقة العازلة.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القصف استهدف أطراف بلدة كويا في ريف درعا الغربي، بالإضافة إلى توغل دوريات عسكرية إسرائيلية في ريف القنيطرة الجنوبي. وأشارت الوكالة إلى أن الدوريات أقامت حواجز لتفتيش المارة، مما يعكس حالة التأهب الإسرائيلية في المنطقة الحدودية. لم يصدر حتى الآن بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي يؤكد أو ينفي هذه التقارير.

تطورات القصف الإسرائيلي على سوريا والمنطقة العازلة

يأتي هذا القصف في سياق أوسع من التوترات الإقليمية، حيث تتهم إسرائيل سوريا بالتسامح مع وجود جماعات مسلحة مرتبطة بحزب الله اللبناني على أراضيها. وتدعي إسرائيل أن هذه الجماعات تمثل تهديدًا لأمنها القومي، وأنها تتخذ إجراءات ضرورية لحماية نفسها. في المقابل، تعتبر سوريا هذه الهجمات انتهاكًا لسيادتها الوطنية وتصعيدًا خطيرًا للأوضاع.

خلفية تاريخية للوجود الإسرائيلي في الجولان

تسيطر إسرائيل على هضبة الجولان منذ حرب عام 1967، وتعتبرها منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة. في السنوات الأخيرة، وسعت إسرائيل وجودها في المنطقة من خلال إنشاء ما تسميه “منطقة عازلة” داخل الأراضي السورية، بحجة منع تسلل الجماعات المسلحة. وقد أعلنت إسرائيل في وقت سابق عن انهيار اتفاقية فصل القوات المبرمة مع سوريا عام 1967، مما زاد من حالة عدم اليقين في المنطقة.

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تتذرع بمبررات مختلفة لتبرير هجماتها، بما في ذلك الحفاظ على جنوب سوريا منزوع السلاح وحماية الأقلية الدرزية. إلا أن دمشق ترفض هذه المبررات وتعتبرها ذريعة لعدوان مستمر على أراضيها. وتؤكد الحكومة السورية أنها لن تتخلى عن حقها في استعادة كامل أراضيها المحتلة، بما في ذلك هضبة الجولان.

من جهة أخرى، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بضرورة الحفاظ على “حوار قوي وحقيقي” بين إسرائيل وسوريا، وضمان عدم حدوث أي شيء يعيق التطور نحو دولة مزدهرة في سوريا. ويعكس هذا التصريح جهودًا دبلوماسية أمريكية تهدف إلى احتواء التوتر في المنطقة وتجنب المزيد من التصعيد.

وقد عقدت اجتماعات إسرائيلية سورية في الأشهر الماضية في محاولة للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة العازلة. ومع ذلك، لم تسفر هذه الاجتماعات عن أي تقدم ملموس حتى الآن، حيث لا تزال هناك خلافات جوهرية حول طبيعة هذه الترتيبات ونطاقها. ويتطلب أي حل دائم لهذه القضية معالجة المخاوف الأمنية لكلا الطرفين، فضلاً عن احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

يستمر القصف الإسرائيلي وتوغل الدوريات العسكرية في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، الأمر الذي يثير قلقًا بالغًا لدى السكان المحليين ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية. يشهد ريف درعا والقنيطرة توترات متزايدة، وتخشى الأمم المتحدة من احتمال وقوع المزيد من الضحايا المدنيين. و يعتبر الوضع الامني في جنوب سوريا من أهم التحديات التي تواجه المنطقة.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى حلول سياسية وأمنية للأزمة السورية. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعيق التقدم في هذا الصدد، بما في ذلك التدخلات الخارجية وتصاعد التوترات الإقليمية. و ستظل التطورات في المنطقة مرتبطة بشكل أساسي بمستقبل المفاوضات والاتفاقيات التي تضمن المنطقة العازلة و استقرارها.

وفي الختام، تبقى الأوضاع في جنوب سوريا متقلبة وغير مؤكدة. تعتبر تطورات الأيام القادمة حاسمة لتحديد مسار الأحداث، حيث من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا لمناقشة الوضع في المنطقة. وسيتطلب أي حل مستدام تعاونًا وتنسيقًا بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك سوريا وإسرائيل والدول الإقليمية الفاعلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى