Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
رياضة

كأس أفريقيا.. 3 منتخبات تواجه “المد الأوروبي” بأسلحة محلية

شهدت تشكيلات المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها المغرب هذا العام، اعتمادًا متزايدًا على اللاعبين المولودين خارج القارة الأفريقية، وهو ما يعكس ظاهرة “الطيور المهاجرة” التي أصبحت شائعة في كرة القدم الأفريقية. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 29% من اللاعبين المشاركين في البطولة ولدوا في أوروبا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الهوية الوطنية في كرة القدم الأفريقية وتأثير هذه الظاهرة على تطوير المواهب المحلية.

فمن بين 24 منتخبًا مشاركًا، يبرز منتخب جزر القمر كأكثر الفرق اعتمادًا على اللاعبين المولودين في أوروبا، حيث ولد 25 لاعبًا من أصل 26 في دول أوروبية مختلفة. كما أن المغرب، البلد المضيف، والجزائر، والكونغو الديمقراطية، وغينيا الاستوائية، والسنغال تعتمد بشكل كبير على اللاعبين ذوي الجذور الأفريقية الذين نشأوا وتطوروا في أوروبا.

تأثير “الطيور المهاجرة” على كرة القدم الأفريقية

لم تعد الاعتماد على اللاعبين المولودين في أوروبا حكرًا على المنتخبات الأفريقية الكبرى، بل امتد ليشمل فرقًا أخرى تسعى لتعزيز صفوفها وخلق تنافسية أكبر. وتشير التقارير إلى أن هذا التوجه يعود إلى عدة عوامل، منها البحث عن لاعبين ذوي مستويات عالية، وتلبية متطلبات اللعب التكتيكي الحديث، والاستفادة من القوانين الجديدة التي تسمح بتغيير الجنسية الرياضية.

وتعتبر فرنسا المصدر الرئيسي للاعبين المولودين في أوروبا الذين يمثلون المنتخبات الأفريقية، وذلك بسبب وجود جالية أفريقية كبيرة في فرنسا وتوفر البنية التحتية الرياضية الممتازة. إلا أن هناك أيضًا لاعبين من بلجيكا وهولندا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا يشاركون في البطولة، مما يدل على انتشار هذه الظاهرة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

تعديلات قوانين الفيفا ودورها في تسهيل الانتقالات

لعبت تعديلات قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلقة بالأهلية الدولية دورًا حاسمًا في تسهيل انتقال اللاعبين بين المنتخبات. ففي عام 2004، سمح الفيفا للاعبين الذين مثلوا بلدًا واحدًا على مستوى الناشئين بتبديل ولائهم إذا كانوا يحملون جنسية مزدوجة، مما فتح الباب أمام العديد من اللاعبين المولودين في أوروبا لتمثيل بلدان أجدادهم. لاحقًا، تم تعديل القوانين للسماح للاعبين الذين شاركوا في مباريات دولية غير رسمية بتبديل ولائهم أيضًا.

وقد استفادت المنتخبات الأفريقية بشكل كبير من هذه التعديلات، حيث تمكنت من ضم لاعبين موهوبين كانوا قد مثلوا منتخبات أوروبية في السابق. ويعتبر ياسين بونو، حارس مرمى منتخب المغرب، وعمار طيفور، المهاجم السوداني، من بين اللاعبين الذين استفادوا من هذه القوانين لتمثيل بلدانهم الأصلية.

شبكات اكتشاف المواهب وأهميتها

تعتمد المنتخبات الأفريقية بشكل متزايد على شبكات متخصصة في اكتشاف المواهب في أوروبا. وتقوم هذه الشبكات بمراقبة اللاعبين الشباب في الأندية الأوروبية، وتقديم تقارير مفصلة عن مستوياتهم وإمكاناتهم، والتواصل معهم وعائلاتهم لإقناعهم بتمثيل المنتخبات الأفريقية. وتستثمر بعض الدول الأفريقية بشكل كبير في هذه الشبكات، وتخصص لها ميزانيات كبيرة، إيمانًا بأهميتها في تطوير كرة القدم الوطنية.

وتشير التحليلات إلى أن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها في العديد من الحالات، حيث تمكنت المنتخبات الأفريقية من ضم لاعبين أصبحوا نجومًا في صفوفها، وساهموا في تحقيق نتائج إيجابية في البطولات القارية والدولية. ومع ذلك، يرى البعض أن الاعتماد المفرط على اللاعبين المولودين في أوروبا قد يؤثر سلبًا على تطوير المواهب المحلية، ويقلل من فرص الشباب الأفارقة في الحصول على فرصة للعب في المنتخبات الوطنية.

من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، مع زيادة عدد اللاعبين المولودين في أوروبا الذين يختارون تمثيل المنتخبات الأفريقية. وستظل قوانين الفيفا المتعلقة بالأهلية الدولية عاملاً مهمًا في تحديد إمكانية انتقال اللاعبين بين المنتخبات. وينبغي على المنتخبات الأفريقية أن تواصل الاستثمار في شبكات اكتشاف المواهب، وأن تعمل على تطوير المواهب المحلية، لتحقيق التوازن بين الاعتماد على اللاعبين المولودين في أوروبا وتعزيز كرة القدم الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى