Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة

|

تناول كاتب روسي التحولات التي فرضها التصعيد الإيراني الإسرائيلي على السياسة الروسية، وحلل موقع موسكو بين حسابات الربح والخسارة، في ظل تعقد المشهد الراهن في العلاقات الدولية.

يقول الكاتب كامران غاسانوف إن الصراع الإسرائيلي الإيراني والهجوم الأميركي على إيران أسفر عن نشوء واقع جيوسياسي جديد، لا في الشرق الأوسط فحسب، بل في ملف أوكرانيا أيضا، مما يمنح روسيا هامشا إستراتيجيا جديدا في علاقاتها مع واشنطن.

ويرى غاسانوف -في مقال بصحيفة إزفيستيا الروسية- أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، رغم طابعها الإقليمي، تحمل تداعيات عالمية تمسّ توازن القوى بين موسكو وواشنطن.

ويقول إن بلاده إذا أرادت الحفاظ على مكانتها، فعليها أن تتصرف بوصفها قوة عالمية لا تقبل الإملاءات، بل تفرض شروطها ضمن عالم متعدد الأقطاب.

إعادة تشكيل مواقف موسكو

ويؤكد غاسانوف أن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل يجري في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة.

فبينما كانت روسيا سابقا على خلاف حاد مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بشأن أوكرانيا، فإن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أوجدت مناخا جديدا من “الكيمياء الشخصية” بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ساعدت على استئناف حوار مباشر بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا.

غير أن دخول الولايات المتحدة عسكريا في الصراع، عبر ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، أدّى إلى تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، مما دفع روسيا لإعادة تقييم موقعها في الإقليم.

شراكة إستراتيجية مع طهران

ويرى غاسانوف أن إيران تمثل شريكا إستراتيجيا لروسيا، بعد توقيع اتفاقية شاملة في موسكو قبل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

ورغم خسارة روسيا لحليفها بشار الأسد في دمشق، فإنها لا تزال حاضرة عسكريا في سوريا، وتحتفظ بعلاقات قوية مع دول الخليج، رغم الضغوط الغربية.

ويحذّر الكاتب من تفسير الإضعاف الأميركي الإسرائيلي لإيران على أنها ضربة معنوية لمكانة روسيا ونفوذها الإقليمي، وسبب لفقدان رؤية موسكو لتعددية أقطاب العالم، خصوصا أن إيران عضو في “بريكس” و”منظمة شنغهاي”.

غاسانوف: في أي مفاوضات مقبلة، خصوصا بشأن أوكرانيا، موسكو ستتفاوض من موقع القوة، وليس من خلال تنازلات أحادية الجانب.

المكاسب المحتملة والمخاطر الكبرى

ويشير المقال إلى أن بعض المحللين الروس رأوا في التصعيد فرصة، لأن انشغال واشنطن بالشرق الأوسط قد يضعف دعمها لأوكرانيا.

بيد أن غاسانوف يحذّر من أن هذه المكاسب القصيرة الأمد لا توازي الخطر الإستراتيجي المتمثل في خسارة شريك مهم كإيران، خاصة إذا أدى الصراع إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط لمصلحة الولايات المتحدة.

موسكو تتحرك للوساطة.. ولكن من موقع قوة

وحسب الكاتب، اختارت روسيا مسار الدبلوماسية، لكنها لا تعول على النية الحسنة وحدها، إذ تسعى موسكو إلى التوسط لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بالتنسيق مع دول أخرى بالمنطقة وغيرها.

ويؤكد غاسانوف أن موسكو أوصلت رسائل واضحة إلى واشنطن وتل أبيب مفادها: “لن نسمح بتدمير شريكنا الإيراني”.

ورغم ما وصفها بـ”العلاقة الشخصية الطيبة” بين بوتين وترامب، فإن الكاتب يشدد على أن روسيا تدرك جيدا أن ترامب، مثل أسلافه، لا يحترم سوى القوة.

ومن ثم، فإن موسكو في أي مفاوضات مقبلة، خصوصا بشأن أوكرانيا، ستتفاوض من موقع القوة، وليس من خلال تنازلات أحادية الجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى