«كونا» تُطلق البرنامج التدريبي «فن صناعة الريلز»

أطلق مركز “كونا” لتطوير القدرات الإعلامية برنامجًا تدريبيًا متخصصًا في إنتاج محتوى الفيديو القصير، وتحديدًا ما يُعرف بـ”الريلز“، وذلك لموظفي عدد من المؤسسات الحكومية والإعلامية الكويتية. يهدف البرنامج الذي بدأ في وقت سابق هذا الشهر ويستمر حتى 11 ديسمبر إلى تطوير مهارات المشاركين في صناعة محتوى جذاب وفعال لزيادة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
يشارك في هذا التدريب الذي يُعقد في الكويت، موظفون من وكالتي الأنباء الكويتية (كونا) والقطرية (قنا)، بالإضافة إلى ممثلين من جامعة الكويت، الهيئة العامة للشباب، هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ديوان المحاسبة، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. يأتي هذا في إطار سعي المؤسسات الكويتية لتعزيز تواجدها الرقمي وتحسين استراتيجياتها الإعلامية.
أهمية تدريب “فن صناعة الريلز” في العصر الرقمي
أصبح محتوى الفيديو القصير، أو الريلز، أداة رئيسية في استراتيجيات التسويق والإعلام الرقمي، وذلك لقدرته على جذب انتباه الجمهور بسرعة وفعالية. شهدت منصات مثل إنستغرام وتيك توك نموًا هائلاً في شعبية هذا النوع من المحتوى، مما جعل إتقانه مهارة مطلوبة لدى العاملين في مجالات الإعلام والتسويق.
تغير خوارزميات التواصل الاجتماعي
تعتمد خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي بشكل متزايد على عرض المحتوى المرئي القصير للمستخدمين، بهدف إبقائهم منخرطين في التطبيق لفترة أطول. وبالتالي، فإن فهم هذه الخوارزميات وكيفية التكيف معها أصبح ضروريًا لضمان وصول المحتوى إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. البرنامج يركز بشكل خاص على هذه الجوانب التقنية.
يقدم البرنامج، الذي يشرف عليه المدرب وصانع المحتوى عبدالله المشوح، منهجًا تدريجيًا يبدأ بتحديد الأهداف من إنتاج الريلز واختيار الموضوعات المناسبة. ثم ينتقل إلى الجوانب التقنية مثل التصوير الاحترافي باستخدام الهواتف الذكية أو الكاميرات، بالإضافة إلى استخدام برامج المونتاج المختلفة.
تطبيقات عملية ومهارات التسويق الرقمي
لا يقتصر البرنامج على الجانب النظري، بل يتضمن العديد من الأمثلة التطبيقية العملية التي تمكن المتدربين من تطبيق ما تعلموه على الفور. ويُختتم التدريب بتقديم مفاهيم أساسية في عالم التسويق الرقمي، وكيفية استخدام الريلز لتعزيز المبيعات وبناء هوية قوية على شبكات التواصل الاجتماعي.
يهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من إنتاج فيديوهات ريلز مدتها 60 ثانية، تتوافق مع خوارزميات المنصات المختلفة، مما يزيد من فرص مشاهدتها وانتشارها. كما يسعى إلى تطوير قدراتهم في إنشاء محتوى احترافي يستهدف فئات معينة من الجمهور، سواء للاستخدام الشخصي أو لخدمة أهداف تجارية.
يأتي هذا البرنامج في سياق اهتمام متزايد من المؤسسات الحكومية في الكويت بتطوير مهارات موظفيها في مجال الإعلام الرقمي. فقد أطلقت الهيئة العامة للشباب مبادرات مماثلة في السابق، بهدف تشجيع الشباب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي وفعال. بالإضافة إلى ذلك، تسعى العديد من الشركات الكويتية إلى الاستفادة من قوة محتوى الفيديو في الترويج لمنتجاتها وخدماتها.
من المتوقع أن يساهم هذا التدريب في رفع مستوى جودة المحتوى الكويتي على منصات التواصل الاجتماعي، وزيادة التفاعل مع الجمهور. كما قد يؤدي إلى تحسين صورة المؤسسات المشاركة وتعزيز مكانتها في الفضاء الرقمي. ومع ذلك، فإن نجاح البرنامج يعتمد على قدرة المشاركين على تطبيق ما تعلموه بشكل مستمر وإبداعي.
يركز البرنامج بشكل كبير على أدوات التحرير المتاحة على الهواتف الذكية، مما يجعله في متناول الجميع ويزيل الحاجة إلى معدات أو برامج باهظة الثمن. يعتبر هذا التوجه مهمًا بشكل خاص في سياق تسارع التحول الرقمي في الكويت. كما يشجع على إنتاج محتوى متنوع ومبتكر يلبي احتياجات الجمهور المختلفة.
بعد انتهاء البرنامج في 11 ديسمبر، من المنتظر أن تقوم المؤسسات المشاركة بتقييم أثر التدريب على أداء موظفيها واستراتيجياتها الإعلامية. ويتوقع أن تشهد هذه المؤسسات زيادة في إنتاج محتوى الريلز، وبالتالي تحسنًا في تفاعلها مع الجمهور. ومع ذلك، يبقى من الضروري مواكبة التطورات المتسارعة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، والاستمرار في تطوير المهارات والمعارف.
وحسب مراقبين، فإن التحدي الأكبر يكمن في تحويل التدريب النظري إلى ممارسة فعلية، وضمان استمرار إنتاج محتوى عالي الجودة بعد انتهاء البرنامج. كما أن قياس العائد على الاستثمار في هذا النوع من التدريب قد يكون أمرًا صعبًا، ويتطلب استخدام أدوات تحليلية متطورة. لذا، من المهم متابعة أداء المشاركين وتقييم تأثيرهم على المدى الطويل.





