Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تكنولوجيا

كيف تنقذ وظيفتك في عصر الذكاء الاصطناعي؟

لطالما كانت الأتمتة قوة دافعة في التطور الاقتصادي، ولكن الموجة الحالية من الذكاء الاصطناعي تختلف جوهريًا عن سابقاتها. فبدلاً من استهداف الوظائف الروتينية ذات المهارات المنخفضة فقط، يتوقع الخبراء أن يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الوظائف المهنية عالية المهارة التي تشكل أساس اقتصاد المعرفة في القرن الحادي والعشرين. هذه التحولات المتوقعة عميقة وتتجاوز النطاقات والتأثيرات السابقة.

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من ربع الوظائف على مستوى العالم ستشهد تغييرات خلال السنوات الخمس القادمة. وفقًا لتقرير “مستقبل الوظائف 2023” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن تشهد 45 اقتصادًا تضم 673 مليون عامل إنشاء 69 مليون وظيفة جديدة، بالتوازي مع إلغاء 83 مليون وظيفة أخرى. هذا يعني انخفاضًا صافيًا يقدر بـ 14 مليون وظيفة، أي ما يعادل 2٪ من إجمالي الوظائف الحالية.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف والاقتصاد؟

يؤكد معهد ماكينزي العالمي أن الذكاء الاصطناعي، مع الأخذ في الاعتبار معدل تبنيه المتزايد، يمكن أن يعزز النشاط الاقتصادي العالمي بحوالي 13 تريليون دولار في المستقبل المنظور. ويتوقع المعهد ارتفاعًا تراكميًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 16٪ بحلول عام 2030 مقارنة بالوضع الحالي.

وتتزايد وتيرة اعتماد الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تشير التوقعات إلى أن حوالي 70٪ من الشركات العالمية ستستخدم نوعًا واحدًا على الأقل من هذه التقنيات في عملياتها بحلول عام 2030. هذا التحول يمثل فرصة هائلة لتحسين الكفاءة والإنتاجية، ولكنه يثير أيضًا مخاوف بشأن مستقبل بعض الوظائف.

تشير مجلة فوربس إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على أن يكون من بين التقنيات الأكثر تأثيرًا على الاقتصادات العالمية على الإطلاق. وتستند هذه القدرة إلى قدرته على أتمتة المهام، وتحليل البيانات الضخمة، واتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر في كثير من الحالات.

التصنيع في قلب التغيير

وفقًا لدراسة مشتركة بين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بوسطن، قد يحل الذكاء الاصطناعي محل ما يصل إلى مليوني عامل في قطاع التصنيع وحده بحلول عام 2026. هذا يشير إلى أن القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على المهام الروتينية والمتكررة هي الأكثر عرضة للتأثر.

كم عدد الوظائف التي سيحل محلها الذكاء الاصطناعي؟

يشير تقرير صادر عن بنك غولدمان ساكس إلى احتمال أن يحل الذكاء الاصطناعي محل حوالي 300 مليون وظيفة بدوام كامل على مستوى العالم. ويتوقع التقرير أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى أتمتة ما يقرب من ربع مهام العمل في كل من الولايات المتحدة وأوروبا. هذه الأرقام مثيرة للقلق، لكنها يجب أن تُفهم في سياق التغييرات الأوسع التي ستحدث في سوق العمل.

ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيخلق أيضًا وظائف جديدة، على الرغم من أن طبيعة هذه الوظائف قد تكون مختلفة عن الوظائف التي ستختفي. ويتوقع معهد ماكينزي العالمي أن يرتفع الطلب على الوظائف التي تتطلب مهارات معرفية واجتماعية ورقمية متقدمة، بينما سينخفض الطلب على الوظائف الروتينية ذات المهارات المنخفضة. هذا التحول يتطلب استثمارات كبيرة في التعليم والتدريب لتمكين العمال من اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل الجديد.

تأثير الأتمتة على الأجور

تشير التقديرات إلى أن حوالي 13٪ من إجمالي الأجور العالمية قد تنتقل إلى فئات الوظائف ذات المهارات الرقمية العالية. هذه الفئات من الوظائف من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا في الدخول، في حين قد تشهد أجور العاملين في الوظائف الروتينية ذات المهارات المنخفضة ركودًا أو انخفاضًا. لذلك، سيؤدي التخصص في المجالات الرقمية إلى تحسين فرص العمل وزيادة الدخل.

كيف تنقذ وظيفتك في عصر الذكاء الاصطناعي؟

لمواجهة هذه التحديات، من الضروري أن يبدأ العاملون في تطوير مهارات جديدة والتكيف مع التغييرات التكنولوجية المتسارعة. التعلم المستمر، وتنمية المهارات الشخصية، والتحلي بالمرونة المهنية، والتخصص في مجالات محددة، كلها عوامل مهمة في الحفاظ على القدرة التنافسية في سوق العمل.

التحول الرقمي يتطلب أيضًا من المؤسسات الاستثمار في تدريب موظفيها ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة للعمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي. التعاون بين الإنسان والآلة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل من أي منهما يعمل بمفرده. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات والمنظمات الدولية وضع سياسات وبرامج لدعم العمال المتضررين من الأتمتة وتوفير فرص تدريبية جديدة لهم.

في الختام، يمثل الذكاء الاصطناعي تحديًا وفرصة في آن واحد. الحفاظ على الوظائف والازدهار في هذا العصر الجديد يتطلب التكيف المستمر واكتساب المهارات اللازمة. من المتوقع أن تشهد الأشهر والسنوات القادمة المزيد من التطورات في هذا المجال، بما في ذلك ظهور تقنيات جديدة وتغييرات في طبيعة العمل. يجب على جميع أصحاب المصلحة – الحكومات، والشركات، والأفراد – أن يكونوا مستعدين لهذه التغييرات وأن يعملوا معًا لضمان انتقال سلس وعادل إلى مستقبل مدعوم بالذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى