كييف تقدم خطة سلام منقحة لواشنطن وتضرب أهدافا روسية

قدمت أوكرانيا اليوم، الخميس 11 ديسمبر 2025، خطة سلام منقحة للولايات المتحدة تتضمن 20 نقطة رئيسية تهدف إلى إنهاء النزاع مع روسيا. يأتي ذلك في وقت أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عدم وجود خطط لموسكو لمهاجمة أوروبا، وذلك قبيل اجتماع تحالف الداعمين لكييف. وتتضمن التطورات الجارية ضربة أوكرانية ناجحة بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين، بالإضافة إلى هجمات روسية واسعة النطاق على العاصمة الأوكرانية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع المتعلقة بـ أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أعلنت مصادر أمنية أوكرانية عن الضربة الناجحة على منصة النفط، مما أدى إلى توقف استخراج النفط والغاز. تأتي هذه الضربة في سياق تصعيد متزايد في الهجمات المتبادلة بين الطرفين، حيث تستمر روسيا في قصف البنية التحتية الأوكرانية الحيوية. وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.
أوكرانيا وأوروبا
يأتي هذا التصعيد السياسي والعسكري في سياق محادثات مكثفة بين القادة الأوروبيين والولايات المتحدة. أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في برلين، أنه “لن يُسمح لأحد باتخاذ قرار السلام على حساب أوروبا”. وتشير هذه التصريحات إلى رغبة أوروبية في لعب دور محوري في تحديد مستقبل أوكرانيا.
وأوضح ميرتس أن الرد الأوكراني على الخطة الأميركية، الذي تم إرساله إلى الرئيس دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء، يتضمن بنودا حول التنازلات الإقليمية المحتملة. لكنه شدد على أن “السؤال الأساسي يعود إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني”. ويعكس هذا الموقف حرص أوروبا على احترام سيادة أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية.
وأضاف أن زيلينسكي رفض حتى الآن أي تنازلات إقليمية تُفرض كشرط للسلام، مؤكدا أن أوروبا أوضحت لترامب ضرورة الاستماع إلى مصالحها في هذا الملف. وتشير هذه النقطة إلى وجود خلافات بين أوكرانيا والولايات المتحدة حول أفضل طريقة لتحقيق السلام، مما قد يعقد عملية التفاوض.
الخطة المنقحة وموقف الولايات المتحدة
نقلت شبكة “إيه بي سي نيوز”، نقلا عن مسؤول أوكراني، أن الخطة المنقحة المقدمة إلى واشنطن تحتوي على “أفكار جديدة” بشأن الأراضي والسيطرة على محطة زاباروجيا النووية. ويعكس هذا التعديل محاولة كييف لتعزيز موقفها في المفاوضات وتقديم حلول عملية للقضايا العالقة.
ووصف المستشار الألماني المحادثات التي أجراها مساء أمس الأربعاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس ترامب، بأنها “بناءة للغاية”. واقترحوا مناقشة الوثائق المتوفرة مع الحكومة الأميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويشير هذا إلى وجود توافق أوروبي أميركي على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا.
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية عقد اجتماع في برلين يوم الاثنين المقبل، مع الإشارة إلى أن مشاركة واشنطن تعتمد على صياغة مشتركة للوثائق. وأشار إلى انطباعه الراسخ بأن ترامب “مستعد للسير في هذا الطريق معنا”.
موقف روسيا والتصعيد الميداني
بدوره، قال روته إنه إذا تمكنت الولايات المتحدة والأوروبيون من الاتفاق على خطة لإنهاء حرب أوكرانيا، فسيكون ذلك بمثابة “اختبار” لمعرفة ما إذا كانت روسيا “تريد السلام حقا”. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر حتى الآن أي رغبة حقيقية في إنهاء الصراع.
وفي موسكو، أكد لافروف في تصريحات صحفية أن روسيا تسعى إلى “سلام طويل الأمد ومستدام في أوكرانيا” من خلال حزمة وثائق متفق عليها تضمن أمن جميع الأطراف. وشدد على ضرورة معالجة “الأسباب الرئيسية” للصراع، بما في ذلك مخاوف روسيا الأمنية.
من جهة أخرى، أعلنت روسيا إسقاط 287 طائرة مسيرة أوكرانية في هجوم جوي واسع النطاق، بما في ذلك 40 فوق منطقة موسكو، مما أدى إلى تحويل مسار رحلات جوية من مطارات العاصمة الرئيسية. وتشير هذه الهجمات إلى استمرار التصعيد الميداني وعدم وجود أي مؤشرات على تخفيف حدة القتال.
وتستمر روسيا في غاراتها المكثفة على قطاع الطاقة الأوكراني، في حين تركز كييف على استهداف مصافي النفط الروسية في حرب طويلة الأمد شهدت سيطرة روسية على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وفقا لتقارير حديثة.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين الأطراف المعنية خلال الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول عملية للقضايا العالقة. ومع ذلك، لا يزال مستقبل أوكرانيا غير مؤكد، ويتوقف على مدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات وتحقيق تسوية سياسية. وستظل التطورات الميدانية والمفاوضات الدبلوماسية هي المحرك الرئيسي للأحداث في الأشهر القادمة.





