لاعب يشعل غضب الشارع الرياضي والمنصات في سوريا

شهدت مدينة حمص احتجاجات واسعة النطاق من قبل جماهير نادي الكرامة، تعبيراً عن رفضهم للقرار الصادر عن الاتحاد الرياضي العام في سوريا بتغريم النادي. يأتي هذا القرار على خلفية هتافات أطلقها المشجعون خلال المباراة الأخيرة ضد نادي الوحدة، والتي استهدفت اللاعب ميلاد حمد، مما أثار جدلاً واسعاً حول حرية التعبير والمساءلة في الرياضة السورية، وتحديداً فيما يتعلق بـنادي الكرامة.
وتمركزت الاحتجاجات في محيط النادي، حيث عبر المحتجون عن استيائهم من ما وصفوه بـ”الظلم” و”الانتقائية” في تطبيق العقوبات، مطالبين بمحاسبة اللاعب ميلاد حمد على تصريحات سابقة أثارت غضبهم. وقد رصد مراسل “سوريا الآن” همام الدعاس، آراءً متباينة في الشارع الحموي حول هذا الموضوع.
أسباب الاحتجاجات وتصعيد الموقف حول نادي الكرامة
يعود سبب الاحتجاجات إلى تصريحات قديمة نسبها ناشطون إلى اللاعب ميلاد حمد، حيث تداولوا منشوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر انتقاده للمناطق الشمالية السورية، وخاصة إدلب، خلال فترة سابقة. يعتبر المحتجون أن هذه التصريحات تتنافى مع مبادئ الوحدة الوطنية والتضامن مع الشعب السوري.
تاريخ النادي ودوره في الأحداث السورية
يرى الكثيرون أن نادي الكرامة يحمل رمزية خاصة في الذاكرة الجماعية السورية، حيث قدم العديد من الشخصيات البارزة التي شاركت في الحراك الشعبي. ويستذكر المشجعون حارس المرمى السابق للنادي، عبد الباسط الساروت، الذي أصبح رمزاً للثورة السورية، والذي قضى حياته مدافعاً عن مبادئه. هذا التاريخ يعزز شعور الجماهير بالانتماء للنادي ورغبتهم في الدفاع عن سمعته.
بالإضافة إلى ذلك، يشير المحتجون إلى أن نادي الكرامة قدّم تضحيات كبيرة خلال السنوات الماضية، وأن تغريمه يعتبر استهدافاً لموقف الجماهير من تصريحات اللاعب المثيرة للجدل. ويؤكدون أنهم لن يتخلوا عن دعم النادي ومبادئه.
وقد عبّر مدونون عن تضامنهم مع نادي الكرامة عبر الإنترنت، مستخدمين عبارات مثل “كل التضامن مع نادي الكرامة، نادي العشق، وحارسنا الشهيد عبد الباسط الساروت”. وتداولوا هاشتاغات داعمة للنادي ومطالبة بمحاسبة اللاعب.
ردود الأفعال الرسمية وتطورات القضية
في خطوة اعتبرها البعض استجابة أولية للمطالب الجماهيرية، وجّه محافظ حمص كتاباً إلى الاتحاد الرياضي، طالب فيه بإعادة النظر في القرار وتحديد المسؤول الحقيقي عن الأحداث. لكن لم يصدر رد رسمي من الاتحاد الرياضي حتى الآن.
من جهته، أعلن نادي الوحدة الرياضي، الذي يلعب له ميلاد حمد، عن إيقاف اللاعب عن مزاولة النشاط الرياضي داخل النادي حتى إشعار آخر. وأشار النادي إلى أنه أحال أوراق اللاعب إلى اللجنة المختصة في اتحاد كرة القدم للنظر في وضعه، مؤكداً التزامه بوحدة الشعب السوري ورفض أي تصريحات تمس بكرامته. هذا القرار يعكس الضغط الجماهيري والرغبة في التخفيف من حدة التوتر.
وتأتي هذه التطورات في سياق نقاش أوسع حول حرية التعبير في الرياضة السورية، والحدود التي يجب أن يلتزم بها اللاعبون والمسؤولون. كما تثير القضية تساؤلات حول دور الرياضة في تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي.
تعتبر قضية نادي الكرامة وميلاد حمد مثالاً على التوترات القائمة في المجتمع السوري، والتي تتجلى في مختلف المجالات، بما في ذلك الرياضة. وتظهر أهمية الحوار والتواصل بين مختلف الأطراف من أجل تجاوز الخلافات وتعزيز الاستقرار.
الوضع الحالي يشير إلى أن القضية قد تتصاعد إذا لم يتم التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. من المتوقع أن يعقد الاتحاد الرياضي اجتماعاً خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة القضية واتخاذ قرار نهائي بشأنها. وسيكون رد فعل جماهير نادي الكرامة حاسماً في تحديد مسار القضية في المستقبل. كما يجب متابعة تطورات التحقيق الذي تجريه اللجنة المختصة في اتحاد كرة القدم بشأن تصريحات اللاعب ميلاد حمد، والتي قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية إضافية. الكلمات المفتاحية ذات الصلة تشمل: الرياضة السورية، الاحتجاجات، اتحاد كرة القدم، ميلاد حمد، عبد الباسط الساروت.





