لماذا يجدد الهجري دعوته لتأسيس “كيان مستقل” في هذا التوقيت؟

Published On 5/9/2025
|
آخر تحديث: 22:59 (توقيت مكة)
أثارت دعوة حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل طائفة الدروز في سوريا إلى تأسيس “كيان مستقل” للدروز، استنكارا من السوريين الذين يرون أن هذه الدعوة تشكل خطورة على وحدة واستقرار سوريا، وتعطي الفرصة للاحتلال الإسرائيلي كي يستغل ورقة الدروز لتحقيق أهدافه التوسعية.
وفي كلمة مصورة نشرها الخميس على منصة فيسبوك، قال الهجري إن ما سماه الشعب بإرادته الحرة عبر عن مطلبه بكيان مستقل، معتبرا أن “حق تقرير المصير حق مقدس تكفله جميع المواثيق الدولية ولا تراجع عنه مهما كانت التضحيات”، وعبر عن شكره وامتنانه لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويأتي هذا الموقف من الشيخ الدرزي في الوقت الذي تؤكد فيه القيادة السورية حرصها على وحدة سوريا، وهو ما أشار إليه الرئيس السوري أحمد الشرع في أغسطس/آب الماضي، بتأكيد رفضه أي مشروع لتقسيم البلاد، متهما إسرائيل بالتدخل المباشر في الجنوب السوري.
ويدحض الكاتب والباحث السياسي، ياسر الفرحان المزاعم التي استند إليها الهجري في دعوته، ويقول لبرنامج “ما وراء الخبر” إنه لا أساس قانونيا لهذه الدعوة، لأن الاستثناء الذي يسمح به القانون الدولي يكون في حالات الاستعمار أو التمييز العنصري أو الحرمان الكامل للحقوق، مشيرا إلى أن ما يجري في محافظة السويداء جنوبي سوريا لا ينطبق عليه هذا الأمر.
ويوضح أن ما يجري في السويداء أن “هناك رجل دين يفرض نفسه بقوة السلاح على أهالي المنطقة، ويحاول سرقة جزء من الأراضي السورية، وهذا لا يعطيه الحق بطلب تقرير المصير وفق القانون الدولي، بل يُعتبر جريمة تمرد وعصيان مسلح”.
ولا يمثل الهجري جميع دروز سوريا، ومعظمهم -بحسب الفرحان- لا يطرحون الانفصال عن سوريا والكثير منهم منخرطون في مسار بناء سوريا الحديثة.
الاستقواء بإسرائيل
ويرى محللون أن الهجري يستقوى بإسرائيل التي لا تريد لسوريا الاستقرار، وهو يورط نفسه في هذا الأمر، لأن الدروز يرفضون التعاون مع إسرائيل التي ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين جعلت العالم يرفض سلوكها، وتعتدي على الأراضي السورية وتتمرد على القانون الدولي، ورغم كل ذلك يشكرها الهجري، كما يشير الفرحان، الذي لا يستبعد أن تتخلى عنه إسرائيل.
ويعتقد ضيف برنامج “ما وراء الخبر” أن الحكومة السورية تعاملت مع الهجري بالصبر الشديد، رغم أنه يرفض الاندماج في كيانات الدولة ومؤسساتها، وعليها أن تتحاور مع القوى الأخرى في السويداء غير هذا الرجل، الذي يقول إنه يفرض حصارا على المحافظة السورية.
وفي المقابل، يرى الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور فايز القنطار أن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لديهما أهدافهما الخاصة، ويعملان على إعادة صياغة ما أسماه الشرق الأوسط الجديد، ويقول لبرنامج “ما وراء الخبر” إن قوى دولية وإقليمية تتصارع على الكعكة السورية وهي تريد تقسيم وتفتيت سوريا.
وبخلاف الفرحان الذي يذكر أن الهجري يحاصر السويداء، يقول القنطار إن الرجل حُشر في الزاوية، ويتهم الحكومة السورية في دمشق بأنها هي من تدفع بالسويداء لحضن الشيطان، في إشارة منه إلى إسرائيل.
يُذكر أن الهجري كان قد دعا في أواخر أغسطس/آب الماضي، إلى تشكيل “إقليم درزي” منفصل عن سوريا، وذلك غداة إعلانه تشكيل قوة عسكرية بمحافظة السويداء باسم “الحرس الوطني”، اعتبرها معارضوه من الدروز نسخة عن الحرس الثوري الإيراني.