Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

ما الذي سيمنع ممداني من اعتقال نتنياهو؟

واشنطن – تثير تصريحات زهران ممداني، العمدة المنتخب حديثًا لمدينة نيويورك، جدلاً قانونيًا وسياسيًا واسعًا حول إمكانية اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زيارته للمدينة بعد الأول من يناير/كانون الثاني المقبل. يأتي هذا التهديد على خلفية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو، وهو ما تعهد ممداني بتنفيذه. هذا الموقف يضع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أمام اختبار جديد، ويفتح بابًا للتساؤلات حول مدى سلطة العمدات في تنفيذ القانون الدولي.

أكد ممداني، أول رئيس بلدية مسلم ومن أصول جنوب آسيوية أفريقية في نيويورك، على التزامه بتطبيق أوامر التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمسؤولين إسرائيليين وروسيين. في المقابل، يرى خبراء قانونيون أن تنفيذ هذا التعهد سيكون معقدًا للغاية، إن لم يكن مستحيلاً، نظرًا للحصانات الدبلوماسية والاعتبارات السياسية المتداخلة. الوضع يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الإدارة المحلية في نيويورك والحكومة الفيدرالية الأمريكية.

صلاحيات العمدة وتحديات تنفيذ مذكرات التوقيف

يستند موقف ممداني إلى إيمانه بأن مدينة نيويورك يجب أن تلتزم بالقانون الدولي وتؤيد جهود تحقيق العدالة. ومع ذلك، يرى المحامي الأمريكي حسام الدين عمر أن الولايات المتحدة ليست طرفًا في ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، وأنها لا تعترف بسلطتها. هذا الوضع القانوني يجعل من الصعب على ممداني تنفيذ تهديده بشكل مباشر.

إضافة إلى ذلك، يمتلك نتنياهو حصانة دبلوماسية بحكم منصبه كرئيس وزراء. وفقًا للإرشادات الأمريكية، يتمتع رؤساء الدول والحكومات بحصانة من الاعتقال والملاحقة القضائية أثناء وجودهم على الأراضي الأمريكية. هذا يعني أن أي محاولة لاعتقاله ستواجه تحديات قانونية كبيرة.

في حال أمر ممداني باعتقال نتنياهو، من المرجح أن يتم الطعن في هذا القرار أمام المحاكم الفيدرالية. من المتوقع أن تتدخل الحكومة الفيدرالية للدفاع عن حصانة نتنياهو، مما قد يؤدي إلى صراع قضائي طويل الأمد. هذا الصراع قد يضعف سلطة العمدة ويضر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ردود الفعل السياسية والتحركات المحتملة

أثارت تصريحات ممداني ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية. في حين أشاد به أنصاره باعتباره مدافعًا عن العدالة الدولية، انتقدته جهات أخرى واعتبرت موقفه استفزازيًا وغير واقعي.

وقد أعربت بعض المنظمات المؤيدة لإسرائيل، مثل أيباك، عن قلقها العميق إزاء موقف ممداني. وتعمل هذه المنظمات على حشد الدعم لتشريع يمنع السلطات المحلية من تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

من جانبه، أشار الرئيس دونالد ترامب إلى أنه قد يتدخل لحماية نتنياهو في حال تعرض له أي تهديد بالاعتقال. وأكد ترامب على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأنه لن يسمح لأي جهة بتقويض هذه العلاقة. هذا الدعم العلني من ترامب يعزز موقف نتنياهو ويقلل من فرص اعتقاله.

الوضع الحالي يشير إلى أن زيارة نتنياهو إلى نيويورك قد تتحول إلى أزمة دبلوماسية. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا في الخطاب السياسي وجهودًا قانونية مكثفة لحماية أو اعتقال نتنياهو.

مستقبل العلاقة بين نيويورك وإسرائيل

بغض النظر عن نتيجة هذه الأزمة، من الواضح أن موقف ممداني قد أثر سلبًا على العلاقة بين مدينة نيويورك وإسرائيل. قد يؤدي ذلك إلى تراجع الدعم الإسرائيلي لمرشحي نيويورك في المستقبل، وتوتر العلاقات بين المسؤولين المحليين والإسرائيليين.

من المهم مراقبة التطورات القانونية والسياسية في هذا الملف عن كثب. قد يؤدي قرار المحكمة بشأن حصانة نتنياهو إلى تحديد مسار العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في السنوات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى