Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

ماذا دار بين واشنطن وتل أبيب قبيل استهداف الطبطبائي في بيروت؟

أثارت غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن مقتل قيادي عسكري بارز في حزب الله، تساؤلات حول مدى التنسيق مع واشنطن وإمكانية تصعيد الصراع. وتأتي الضربة في ظل حالة من التوتر المتزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وبعد أشهر من الاشتباكات المتقطعة. وتُركز المخاوف الآن على رد فعل حزب الله المحتمل، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي. هذا التطور يضع الضوء على الوضع في لبنان وتداعياته المحتملة.

ووفقًا لمصادر أمنية لبنانية، استهدفت الغارة هيثم الطبطبائي، القائد العسكري في حزب الله، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين. أكد حزب الله لاحقًا استشهاد الطبطبائي في “عدوان إسرائيلي غادر”. وقد وصفت إسرائيل الطبطبائي بأنه شخصية رئيسية في الحزب، ومسؤول عن العمليات العسكرية في المنطقة. وتثير هذه العملية أسئلة حول مستقبل المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.

الخلاف حول التنسيق الأمريكي الإسرائيلي

تضاربت الأنباء حول مدى علم واشنطن بالضربة قبل تنفيذها. ذكر مسؤول سابق في الخارجية الأمريكية، توماس واريك، أن الولايات المتحدة أُبلغت بالعملية، لكنها لم تطلع على هوية الهدف. ومع ذلك، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أمريكي رفيع أن إسرائيل لم تبلغ واشنطن مسبقًا، بل أبلغتها بعد وقوع الضربة مباشرة.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لتصعيد مواجهتها مع حزب الله في لبنان منذ عدة أيام، لكنها لم تكن تعلم بتوقيت الضربة. في المقابل، أفاد مراسل الجزيرة في البنتاغون عن تأكيد مسؤول أمريكي واسع الاطلاع بأن إسرائيل أبلغت واشنطن بالضربة مسبقًا، دون تأكيد ما إذا كانت واشنطن قد أعطت “ضوءًا أخضر” للعملية أو تلقت تفاصيل حول الهدف المحدد.

الأسباب المحتملة للتصعيد

تعتبر واشنطن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية “هشًا للغاية”، وترى أن التوتر يعود إلى عاملين رئيسيين. أولاً، عدم قدرة الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني بشكل كامل، بسبب القيود المفروضة على قدراته وسلطاته السياسية. ثانيًا، التقديرات الأمنية الإسرائيلية بأن حزب الله يعيد بناء ترسانته وتعزيز قدراته العسكرية.

التصعيد العسكري من قبل إسرائيل يأتي في سياق جهود الحزب لتعزيز قدراته، وتزداد المخاوف من أن يؤدي هذا إلى مواجهة أوسع نطاقًا. وأضافت المصادر أن إسرائيل لا ترغب في السماح بتهديد مواطنيها في الشمال، خاصة مع استمرار جهود الحزب العسكرية.

تداعيات الغارة على الوضع في المنطقة

تأتي هذه الغارة في وقت يشهد فيه قطاع غزة توترات متزايدة، وتزداد المخاوف من امتداد الصراع إلى جبهات أخرى. ويرى مراقبون أن الضربة الإسرائيلية في لبنان قد تكون محاولة لتوجيه رسالة تحذيرية لحزب الله، ودفعه إلى خفض مستوى توتره على الحدود.

منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان، بدعوى الرد على هجمات صاروخية من قبل حزب الله. كما تتهم إسرائيل حزب الله بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والذي كان يهدف إلى تهدئة الوضع على الحدود. وقد أسفرت هذه الخروقات عن مئات القتلى والجرحى من الجانب اللبناني.

الوضع الأمني في لبنان يتطلب مراقبة دقيقة، خاصة مع تزايد المخاوف من تأثير التطورات في غزة على الوضع في المنطقة. ويشير المحللون إلى أن أي رد فعل كبير من قبل حزب الله قد يؤدي إلى تصعيد خطير، وقد يجذب أطرافًا إقليمية أخرى إلى الصراع.

ردود الفعل المحلية والإقليمية

أثارت الغارة انتقادات واسعة من قبل الأطراف اللبنانية المختلفة. واعتبرت الحكومة اللبنانية الضربة “انتهاكًا لسيادة لبنان”، وطالبت بفتح تحقيق فوري في الحادث. كما أدانت العديد من القوى السياسية والاجتماعية في لبنان العملية، ودعت إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين.

على الصعيد الإقليمي، أعربت العديد من الدول العربية عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في لبنان، ودعت إلى حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد. وقد حذرت بعض الدول من أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. كما شجعت بعض الأطراف الدولية على إجراء مفاوضات بين إسرائيل وحزب الله لتهدئة الوضع.

من المتوقع أن يستمر التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأيام والأسابيع القادمة، مع استمرار جهود إسرائيل لاحتواء حزب الله، واستعداد الحزب للرد على أي استفزازات. وعلى الرغم من الدعوات المتزايدة إلى التهدئة، فإن هناك شكوكًا حول إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية قريبة الأمد. ويجب مراقبة تطورات الوضع عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة لتجنب تصعيد غير مبرر. الوضع في لبنان يتطلب حلاً سياسياً شاملاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى