قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الصراعات الحديثة تدار في الفضاء، مشيراً إلى أن الحروب المقبلة ستبدأ من هناك، وأعلن عن زيادة في الإنفاق العسكري على النشاطات الفضائية بمليارات اليورو. جاء ذلك خلال كلمة له في تولوز، التي تعد مركز الفضاء والطيران الفرنسي.
وأكد ماكرون أن “الفضاء لم يعد ملاذا آمنا، بل أصبح ساحة معركة”، مشيرا إلى التهديدات التي تشكلها روسيا في هذا السياق، خاصة بعد غزو أوكرانيا في عام 2022.
الاستعداد للصدمة الفضائية
يأتي تصريح ماكرون في سياق تصاعد التوترات العسكرية مع روسيا، حيث شدد رئيس أركان الجيش الفرنسي، فابيان ماندون، على ضرورة استعداد القوات الفرنسية لمواجهة محتملة خلال 3 أو 4 سنوات. وأشار إلى أن روسيا قد تسعى لمواصلة الحرب في القارة الأوروبية.
وأوضح ماندون أمام لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي أن الهدف هو جعل القوات المسلحة “مستعدة لصدمة قادمة قد تكون أكثر عنفا”. ويأتي هذا في إطار جهود إعادة التسلح وتعزيز القدرات العسكرية الفرنسية.
وفي سياق متصل، تزامنت هذه التصريحات مع تراجع النفوذ العسكري الفرنسي في أفريقيا، حيث تم تسليم آخر قاعدة عسكرية فرنسية في تشاد هذا العام. كما طلبت دول مثل النيجر ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو سحب القوات الفرنسية من أراضيها.
تعزيز الإنفاق العسكري الفضائي
أعلن ماكرون عن تخصيص 4.2 مليار يورو إضافية لتمويل النشاطات العسكرية في الفضاء حتى عام 2030، دون تقديم تفاصيل حول كيفية توظيف هذه الأموال. ويأتي هذا القرار في إطار الاستعداد للتهديدات الفضائية المتزايدة.
وأشار ماكرون إلى أن روسيا كانت تنفذ نشاطات تجسس في الفضاء بعد غزوها لأوكرانيا، حيث كانت تراقب الأقمار الصناعية الفرنسية وتسبب في تشويش على إشارات النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس).
وفي الختام، ينتظر أن تتخذ فرنسا خطوات إضافية لتعزيز قدراتها العسكرية في الفضاء خلال السنوات القادمة، في ظل تصاعد التحديات الأمنية مع روسيا. وستكون الخطوات المقبلة حاسمة في تحديد مدى استعداد فرنسا لمواجهة التهديدات الفضائية.
