مجدي يعقوب.. فارس القلوب
تقول السيرة الذاتية للدكتور مجدي يعقوب إنه جراح قلب مصري عالمي رائد في مجال طب القلب والأوعية الدموية، من مواليد مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، درس الطب في جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى بريطانيا ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد، وقام بأول عملية نقل وزراعة قلب للمريض دريم موريس في عام 1980 والذي عاش بعدها 25 عاماً، وأصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي حتى وفاته في يوليو 2005.
انتشر آنذاك خبر نجاح العملية في شتى دول أوروبا والشرق الأوسط، ودخل الدكتور مجدي يعقوب موسوعة جينيس كأشهر علامة طبية في العالم بقيامه بإجراء 100 عملية قلب خلال عام واحد.
حصل على زمالة كلية الجراحة الملكية في لندن، وعلى ألقاب وأوسمة من أكبر الجامعات حول العالم، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب «فارس»، وأطلق عليه الإعلام البريطاني لقب «ملك القلوب».
للبروفيسور مجدي يعقوب إنجازات عالمية في تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، ولكن أكبر إنجازاته وفاؤه لبلده وشعبه، فكان في كل زيارة يقوم بها إلى مصر يجري العديد من عمليات القلب المفتوح بالمجان، وأنشأ بعدها مركزاً لعمليات القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر عام 2009، والذي لقي تقديراً شعبياً جماهيرياً، حيث أنشئ له تمثال في أسوان وآخر في بلبيس في ميدان يحمل اسمه تقديراً لإسهاماته في مجال الطب.
إسهامات طبية تعلي قيمة العطاء وتشع بالإنسانية، جعلت من مركز أسوان للقلب التابع لمؤسسة مجدي يعقوب للأمراض وأبحاث القلب أملاً لمن أضناهم الألم وملاذاً وسكناً لمعاناتهم مع المرض، وكان قلب مجدي يعقوب وهو يحتضن آلاف القلوب التي أتعبها المرض وأنهكها، ويمنحهم الأمل في الحياة مقصداً تسبقه الدعوات الصادقة له وترفع الأكف إلى السماء تضرعاً، أمل وصلت أصداؤه إلى دبي، وتلقفتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لتسهم بدعم جديد لهذا المركز ليحيي آمالاً لقلوب تنتظر الراحة وتترقب العلاج.
دعم آخر كانت قد قدمته مؤسسة القلب الكبير في الشارقة، يحمل اسم الشيخ خالد بن سلطان القاسمي، لتجهيز إحدى وحدات العناية المركزة للأطفال وتوفير طاقم طبي لها.
أشكال من الدعم تتجه نحو مؤسسة مجدي يعقوب معلنة تضامنها، ومؤكدة عبر رسائل إنسانية أن الخير لا حدود له، والعطاء ليس أكثر من قرار تتخذه المشاعر النبيلة وإرادة لا تحتمل التأجيل، فما أحرانا بأن تمتد الأيادي أفرداً وجماعات لتنبض بالعطاء وتحتضن قلوباً تتألم.