استقبل محافظ الأحمدي الشيخ حمود جابر الأحمد، صباح اليوم، سفير المملكة المتحدة لدى الكويت، قدسي رشيد، في ديوان عام المحافظة. وجرت خلال اللقاء مناقشة العلاقات الكويتية البريطانية وسبل تطويرها في مختلف القطاعات. يمثل هذا اللقاء خطوة هامة في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً في ظل التطورات الإقليمية والدولية.
اللقاء الذي عقد أمس، حضره السكرتير السياسي لمحافظ الأحمدي، بوشكار كابول، وكان فرصة للطرفين للتعارف وتبادل وجهات النظر حول القضايا المشتركة. أعرب السفير رشيد عن تقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، وثمن عالياً الرعاية التي تحظى بها الجالية البريطانية في الكويت. وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت وبريطانيا
تعتبر العلاقات الكويتية البريطانية تاريخية ووثيقة، وتمتد لعقود طويلة من التعاون المثمر في مجالات متعددة. تركز العلاقات بشكل خاص على التعاون الأمني، والاقتصادي، وكذلك التعاون في مجال التعليم والصحة. وتهدف الزيارة إلى بناء المزيد من الجسور وتعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين.
أهمية اللقاء في ظل التحديات الإقليمية
يجري هذا اللقاء في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية وسياسية متزايدة، مما يعزز أهمية التشاور والتنسيق بين الكويت والمملكة المتحدة. وتشكل بريطانيا شريكاً أساسياً للكويت في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى دعمها المستمر للمبادرات الكويتية الإنسانية.
وبحسب تصريحات مسؤولين كويتيين، فإن اللقاء يأتي أيضاً في إطار التحضير لزيارة مرتقبة لمسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى إلى الكويت، بهدف بحث آفاق جديدة للتعاون. وتشمل هذه الآفاق مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية، والاستثمار المباشر.
مناقشة قضايا اقتصادية واستثمارية
ركز جزء كبير من الحوار على الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في كلا البلدين. وتعد بريطانيا وجهة استثمارية رئيسية لرأس المال الكويتي، بينما تسعى الكويت إلى جذب المزيد من الاستثمارات البريطانية إلى مشاريعها التنموية. كما تم بحث سبل تسهيل حركة التجارة وتبادل الخبرات بين القطاعين الخاص والعام.
وتشير البيانات الاقتصادية المتاحة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الكويت والمملكة المتحدة يشهد نمواً مطرداً في السنوات الأخيرة، مدفوعاً بتنويع مصادر الدخل في كلا البلدين. بالإضافة إلى ذلك، تشهد مجالات التعاون الدفاعي تطورات مستمرة، حيث تشتري الكويت معدات عسكرية بريطانية، وتستضيف مناورات مشتركة.
تسعى الكويت إلى تعزيز دورها كمركز اقتصادي إقليمي، وتعتبر الشراكة مع بريطانيا عنصراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف. وتشمل خطط التنمية الوطنية مشاريع ضخمة في البنية التحتية، والإسكان، والصناعة، والتي يمكن أن تستفيد من الخبرات والاستثمارات البريطانية. تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر هو محور رئيسي في رؤية الكويت 2035.
من ناحية أخرى، تبدي المملكة المتحدة اهتماماً كبيراً بتعزيز العلاقات مع دول الخليج، بما في ذلك الكويت، في ظل التحولات الجيوسياسية الجارية. وتعتبر بريطانيا الخليج سوقاً هاماً لمنتجاتها وخدماتها، ومصدراً رئيسياً للطاقة.
الرعاية القنصلية وحقوق المواطنين
أعرب السفير رشيد عن شكره وتقديره للرعاية التي تقدمها السلطات الكويتية للمواطنين البريطانيين المقيمين في الكويت. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون القنصلي لتسهيل سفر المواطنين من كلا البلدين، وحماية حقوقهم في الخارج. وتولي السفارة البريطانية في الكويت اهتماماً خاصاً بتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين البريطانيين.
واكد المحافظ الشيخ حمود جابر الأحمد على موقف الكويت الثابت تجاه تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والذي يتماشى مع القيم التي تشترك فيها الكويت والمملكة المتحدة. وتم التأكيد على أن الكويت تحترم سيادة القانون، وتعمل على توفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع المقيمين على أراضيها.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات الكويتية البريطانية في الفترة القادمة، من خلال تبادل الزيارات الرسمية، وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات متعددة. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر عقد اجتماع مشترك للجنة العليا للتعاون الثنائي بين البلدين في لندن خلال الربع الأول من العام المقبل، لمناقشة التقدم المحرز في تنفيذ المشاريع المشتركة، وتحديد الأولويات المستقبلية. ولكن يبقى المستقبل الدبلوماسي مُشروطاً بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية.
