مدير معهد «الأبحاث»: الذكاء الاصطناعي أداة محورية لتحويل تحديات المياه إلى حلول مستدامة

أكد خبراء وباحثون في ورشة عمل إقليمية في الكويت أن إدارة المياه تواجه تحديات متزايدة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي أصبحت ضرورة حتمية لضمان استدامة هذا المورد الحيوي. جاءت الورشة، التي افتتحت الثلاثاء، بهدف استكشاف كيفية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة استخدام المياه ومواجهة آثار التغير المناخي في المنطقة.
أهمية الذكاء الاصطناعي في إدارة المياه الخليجية
شدد الدكتور فيصل الحميدان، المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح عاملاً محورياً في بناء أنظمة مائية ذكية قادرة على التكيف مع التحولات المناخية والبيئية. وأضاف أن العلم والابتكار يشكلان أساساً لمواجهة تحديات المستقبل، وأن الذكاء الاصطناعي يتيح جمع وتحليل البيانات بدقة عالية، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة.
تحديات المياه في دول الخليج
تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات فريدة في مجال المياه، بما في ذلك ندرة الموارد الطبيعية، وتذبذب معدلات الأمطار، والطلب المتزايد على المياه بسبب النمو السكاني والتوسع الحضاري. وبحسب ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور محمد الرشيدي، فإن ملف المياه يعتبر من أهم الملفات الاستراتيجية لارتباطه الوثيق بالأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة.
استراتيجية المياه الخليجية والتحول الرقمي
أشار الدكتور الرشيدي إلى أن دول “التعاون” قد وضعت خارطة طريق واضحة لتعزيز العمل المشترك في هذا المجال، وتوجت بإعداد استراتيجية المياه الخليجية في عام 2016، والتي تم تحديثها مؤخراً لمراعاة التغيرات الإقليمية والدولية. ويرى خبراء أن التحول الرقمي، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمثل نهجاً جديداً وضرورياً لمواجهة هذه التحديات.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه
تتضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه العديد من الجوانب الهامة، مثل التحليلات التنبؤية للكشف المبكر عن التسربات، وتحسين كفاءة عمليات التحلية وتوزيع المياه، وإدارة الطلب وتقليل الفاقد، ودعم استراتيجيات حماية جودة المياه. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير نماذج ذكية لإدارة الموارد المائية بشكل مستدام، وفقاً لما ذكره المهندس حمد الحاتمي، رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية.
التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات
تأتي هذه الورشة استكمالاً لنتائج مؤتمر الخليج الخامس عشر للمياه الذي عقد في الدوحة في أبريل 2024، وستكون مخرجاتها بمثابة مدخل لمؤتمر الخليج السادس عشر للمياه المقرر عقده في سلطنة عمان عام 2026. ويهدف هذا التعاون الإقليمي إلى تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأعضاء، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة في مجال المياه.
دور اتحاد مجالس البحث العلمي العربية
أكد الدكتور عبدالمجيد بن عمارة، الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، اهتمام الاتحاد البالغ بمجالات المياه والذكاء الاصطناعي، ضمن مبادرة “التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار”. ودعا المؤسسات البحثية والباحثين إلى تقديم مشروعاتهم البحثية في النسخة الثانية من المبادرة، مشيداً بالدور الذي تلعبه الكويت في دعم برامج الاتحاد التي تخدم الأهداف التنموية العربية.
من المتوقع أن تستمر الجهود الإقليمية في تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه، مع التركيز على تعزيز التعاون بين صانعي السياسات والباحثين وقادة الصناعة. وستشمل الخطوات القادمة وضع استراتيجيات عملية لدمج هذه التقنيات في أنظمة إدارة المياه، وتقييم فعاليتها، وتوسيع نطاق تطبيقها. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان توفر البيانات اللازمة وتدريب الكوادر الوطنية على استخدام هذه التقنيات بشكل فعال.





