مديرة «الرعاية الاجتماعية» لـ «الأنباء»: نعمل على الانتقال إلى «الرقمنة الكاملة» في كل الخدمات

تستعد وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت لتوسيع نطاق برامج الرعاية الاجتماعية، مع التركيز بشكل خاص على دعم الأيتام وتعزيز مفهوم الأسرة البديلة. يأتي هذا التوجه بالتزامن مع خطط طموحة للتحول الرقمي الكامل لخدمات الرعاية، بهدف تبسيط الإجراءات وتخفيف الأعباء على المستفيدين والعاملين. وتعتبر قضية الحضانة العائلية من الأولويات الرئيسية للوزارة، حيث تسعى إلى توفير بيئة رعاية مستدامة للأطفال المحتاجين.
تطوير برامج الرعاية الاجتماعية والتحول الرقمي
أكدت نادية العازمي، المدير العام لإدارات الرعاية الاجتماعية بوزارة الشؤون، أن الوزارة تعمل بجد على الانتقال إلى نظام رقمي متكامل لجميع خدماتها. ويهدف هذا التحول إلى زيادة الكفاءة والشفافية في تقديم الدعم للفئات المستهدفة، بما في ذلك المسنين والأيتام والأحداث. وتشمل خطط الرقمنة أتمتة الإجراءات، وتوفير منصات إلكترونية للمستفيدين، وتدريب الكوادر العاملة على استخدام التقنيات الحديثة.
إدارة رعاية المسنين والخدمات المتنقلة
بالإضافة إلى جهود الرقمنة، تركز الوزارة على تطوير الخدمات المقدمة للمسنين. وتشمل هذه الخدمات الرعاية الإيوائية، بالإضافة إلى مبادرات مثل الخدمة المتنقلة التي توفر الدعم للمسنين في منازلهم. وقد أصدرت الوزارة أكثر من 40107 بطاقة “أولوية” للمسنين، بالإضافة إلى حوالي 11 ألف لوحة مرورية خاصة بهم، لتسهيل حصولهم على الخدمات وتلبية احتياجاتهم.
توسيع نطاق الأسرة البديلة والاحتضان
تولي وزارة الشؤون اهتماماً خاصاً بتوفير بيئة أسرية دافئة للأيتام. وتعمل الوزارة على تشجيع الحضانة العائلية كخيار رئيسي لرعاية الأيتام، مع التركيز على توفير الدعم اللازم للأسر الحاضنة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى التوسع في مشروع الأم والأب البديل، والذي يهدف إلى تربية الأبناء في بيئة أسرية مشابهة للأسرة الطبيعية. حالياً، هناك 6 أسر للأم البديلة وأسرتان للأب البديل، وتسعى الوزارة لزيادة هذا العدد.
يأتي هذا التوسع في إطار خطة متكاملة لتطوير آليات العمل في إدارة الحضانة العائلية، وتعزيز الشراكات مع الوزارات الأخرى. كما يشمل ذلك إطلاق “مشروع البيت الآمن” الذي يوفر بيئة رعاية مؤقتة للأطفال في حالات الطوارئ.
تأهيل الأحداث وتطوير البرامج
فيما يتعلق بإدارة الأحداث، فقد تم افتتاح مجمع جديد يوفر تجربة متميزة في تطوير البرامج التأهيلية. يهدف المجمع إلى توفير الرعاية الشاملة للأحداث، وتأهيلهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع. ويشمل ذلك توفير ورش فنية متخصصة، ومرافق ترفيهية متنوعة، بالإضافة إلى مطبعة حديثة ستدخل الخدمة قريباً.
دور مركز التوعية والإرشاد
يلعب مركز التوعية والإرشاد دوراً محورياً في تطوير البرامج والأنشطة والدورات التدريبية لجميع إدارات الرعاية. ويعمل المركز على توفير الدعم الفني والتدريب اللازم للعاملين في القطاع، لضمان تقديم خدمات عالية الجودة للمستفيدين. ويعتبر المركز بمثابة الذراع الفني للوزارة في مجال الرعاية الاجتماعية.
المشاريع الإنشائية والأنشطة المتنوعة
تنفذ وزارة الشؤون الاجتماعية العديد من المشاريع الإنشائية بهدف تطوير وتأهيل المنشآت التابعة لإدارات الرعاية. وتشمل هذه المشاريع إعادة تأهيل المباني، وتحسين الطرق الداخلية، وتجميل المساحات الخارجية. وقد تم إنجاز العديد من هذه المشاريع بفضل جهود قياديي الوزارة، وما زال العمل جارياً لاستكمال المشاريع المتبقية. وتشمل المشاريع الجارية صيانة وتأهيل المباني المتبقية لضمان توفير بيئة مناسبة للمستفيدين والعاملين.
بالإضافة إلى المشاريع الإنشائية، تنظم الوزارة العديد من الأنشطة المتنوعة على مدار العام. وتشمل هذه الأنشطة مشروع “لمة الأهل” الذي يجمع الأطفال مع كبار السن، والاحتفالات بالأعياد الوطنية، والبرامج الخاصة بشهر رمضان المبارك، وليالي القرقيعان، والاحتفالات بعيد الأضحى، والأنشطة الصيفية والربيعية. كما تحتفل إدارة الحضانة العائلية بيوم اليتيم العربي.
تتطلع وزارة الشؤون الاجتماعية إلى استكمال خططها الطموحة لتطوير قطاع الرعاية الاجتماعية في الكويت. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من التحول الرقمي الكامل بحلول نهاية العام المقبل، مع التركيز على توفير خدمات أكثر كفاءة وفعالية للمستفيدين. وستواصل الوزارة جهودها لتوسيع نطاق برامج الرعاية، وتعزيز مفهوم الأسرة البديلة، وتوفير بيئة رعاية مستدامة للأطفال المحتاجين. وتعتبر متابعة تنفيذ هذه الخطط، وتقييم أثرها على الفئات المستهدفة، من الأمور التي تستحق المتابعة في الفترة القادمة.




