مستشار الشرع: تسريبات الأسد عن الغوطة تكشف نظرته الدونية للسوريين

أثار تصريح لأحمد موفق زيدان، المستشار الإعلامي للرئيس السوري السابق أحمد الشرع، حول ما وصفها بـ”تسريبات الأسد” المتعلقة بالغوطة الشرقية جدلاً واسعاً. ووفقاً لتصريحاته التي نقلتها قناة العربية، فإن هذه التسريبات تكشف عن نظرة سلبية لدى الرئيس بشار الأسد تجاه الشعب السوري، وتعتبر رسالة واضحة لمن دعموه وتقربوا من نظامه. يدور الجدل حول طبيعة هذه التسريبات وتأثيرها المحتمل على المشهد السياسي السوري، خاصة في ظل استمرار الأزمة و تداعياتها الإنسانية.
أدلى زيدان بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة العربية، مؤكداً أن نظام حكم عائلة الأسد طوال فترة ولايتها كان معزولاً عن الواقع المعيش في سوريا. وأشار إلى أن هذا النظام اتسم بالديكتاتورية الشمولية، مما أدى إلى معاناة كبيرة للسوريين. وشدد زيدان على أن النظام لم يكن يعتمد على مؤسسات قوية وفعالة، بل كان يتركز في يد قيادة واحدة. وسيتم تحليل هذه التصريحات في سياق الجهود الدبلوماسية المستمرة لحل الأزمة السورية.
تحليل تسريبات الأسد: نظرة على الحكم و مستقبل سوريا
تأتي تصريحات زيدان في توقيت حساس، بينما لا تزال سوريا تعاني من تداعيات الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011. هذه الحرب أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وتشريد الملايين، وتدمير البنية التحتية للبلاد. وتعتبر الغوطة الشرقية، التي شهدت معارك عنيفة و حصارًا خانقًا، رمزًا للمعاناة الإنسانية في سوريا.
ووفقًا لزيدان، فإن التسريبات تكشف عن “نظرته الدونية للسوريين” بالنسبة للرئيس الأسد، وهي اتهامات خطيرة قد تؤثر على صورته لدى بعض الداعمين. هذه التصريحات يمكن أن تعيد إحياء النقاش حول شرعية نظام الأسد، خاصة بعد الاتهامات المتكررة بانتهاك حقوق الإنسان و استخدام الأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن نشر تفاصيل التسريبات المزعومة بشكل كامل، مما يجعل من الصعب التحقق من صحة هذه الادعاءات.
نظام حكم غير مؤسساتي
أفاد المستشار الإعلامي للرئيس الشرع أن نظام الحكم في سوريا لم يكن مبنياً على أسس مؤسساتية قوية. وأضاف أن سلطة القرار كانت تتركز بشكل كبير في يد الرئيس وعائلته المقربة، مما أضعف دور المؤسسات الحكومية الأخرى. هذا التركيز للسلطة، بحسب زيدان، أدى إلى تفشي الفساد و المحسوبية و عرقلة التنمية المستدامة.
هذا الأمر يتفق مع تقارير سابقًا لـ منظمات حقوقية دولية، والتي أشارت إلى ضعف سيادة القانون و غياب الشفافية في عمل المؤسسات السورية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم غياب الإصلاح السياسي و الاقتصادي في تصاعد السخط الشعبي الذي أدى في النهاية إلى اندلاع الاحتجاجات في عام 2011. وهذا السخط هو جزء من أسباب **الوضع السوري** الحالي.
الدعوة إلى التخلي عن الأسد ودور روسيا
دعا زيدان روسيا، الحليف الرئيسي لنظام الأسد، إلى إعادة النظر في دعمها للرئيس السوري. وأشار إلى أن استمرار روسيا في دعم الأسد يعيق التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ويطيل أمد المعاناة الإنسانية. ويعتبر هذا الطلب بمثابة رسالة موجهة إلى موسكو مفادها أن بقاء الأسد في السلطة لا يخدم المصالح الإقليمية و الدولية.
منذ بداية الأزمة السورية، قدمت روسيا دعمًا عسكريًا و سياسيًا و اقتصاديًا كبيرًا لنظام الأسد. وبررت موسكو هذا الدعم بأنه جزء من مكافحة الإرهاب و حماية المصالح الروسية في المنطقة. ومع ذلك، يرى البعض أن الدعم الروسي ساهم في تعزيز سلطة الأسد و إعاقة جهود الإصلاح. ويدعو المجتمع الدولي إلى حل **سياسي في سوريا** يضمن حقوق جميع السوريين.
في المقابل، يرى مراقبون أن روسيا لن تتخلى عن دعمها للأسد بسهولة، نظرًا للمصالح الاستراتيجية التي تربطها به. وإدراكًا منها بأهمية المنطقة، تؤمن روسيا بأن وجود الأسد في السلطة يضمن لها موطئ قدم في الشرق الأوسط. إلا أن الضغوط الدولية و التحديات الداخلية قد تدفع موسكو إلى تغيير موقفها في المستقبل، خاصة إذا فشلت جهود الحل السياسي في تحقيق تقدم ملموس.
تصريحات زيدان تلقي الضوء على الخلافات الداخلية بين المعارضين السوريين حول مستقبل البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد على أهمية المساءلة و العدالة الانتقالية في تحقيق المصالحة الوطنية. وترتبط هذه التصريحات بشكل مباشر مع **الأزمة السورية** و تداعياتها المستمرة. تثير هذه التصريحات أيضًا تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين سوريا وروسيا، والدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه موسكو في عملية الانتقال السياسي.
من المتوقع أن تتفاعل الجهات المعنية – بما في ذلك الحكومة السورية، وروسيا، والأطراف الدولية الأخرى – مع هذه التصريحات في الأيام القادمة. في نهاية شهر سبتمبر القادم، من المزمع عقد اجتماع لمجموعة دعم سوريا لمناقشة آخر التطورات السياسية و الإنسانية. ستراقب الأوساط السياسية والإعلامية عن كثب موقف الأطراف المعنية من هذه التصريحات، والآثار المحتملة على عملية السلام. مع ذلك، يبقى مستقبل سوريا محاطًا بالغموض، ويتوقف على تقارب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.