مصر تحاول إحياء مسار التفاوض حول الهدنة في غزة

أكدت مصر أمس أنها تكثف جهودها من أجل استئناف المفاوضات في شأن الهدنة في غزة، بحسب ما قالت قناة القاهرة الإخبارية.
ونقلت القناة عن مسؤول مصري رفيع لم يُكشف عن هويته، أن «الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإعادة تفعيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة». وأضاف المصدر نفسه أن مصر أبلغت الأطراف المعنية كافة بأن إصرار إسرائيل على ارتكاب المذابح والتصعيد في رفح الفلسطينية يضعف مسارات التفاوض ويؤدي إلى عواقب وخيمة.
وفي الأثناء توغل الجيش الإسرائيلي أمس، إلى غربي مدينة رفح جنوبي القطاع، بالتزامن مع شن هجمات برية وجوية على المنطقة، بحسب شهود عيان محليين.
وقال شهود عيان في مدينة رفح لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات الجيش الإسرائيلي تسللت إلى حي تل السلطان من محور فيلادلفيا وأطلقت دبابات عدة قذائف بشكل عشوائي على خيام النازحين ما أدى إلى مقتل عدد منهم.
غارة جديدة
ولقي أمس 21 فلسطينياً على الأقل حتفهم، في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم للنازحين غربي مدينة رفح في جنوبي قطاع غزة وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع.
وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير، إنه أحصي «18 شهيداً حتى اللحظة وعدد من الإصابات في استهداف خيم النازحين في غربي رفح» بقصف إسرائيلي. وأكد في تصريح لاحق ارتفاع العدد إلى 21.
وأكدت وزارة الصحة في غزة مقتل 21 شخصاً وإصابة 64 ومن بينهم 10 إصابات بالغة الخطورة في منطقة مخصصة للنازحين في منطقة المواصي في غربي رفح، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى تنفيذه هجوماً في المنطقة، وقال في بيان «على خلاف تقارير واردة في الساعات القليلة الماضية، لم يشن جيش الدفاع الإسرائيلي هجوماً في المنطقة الإنسانية في المواصي».
ويأتي هذا القصف بعد غارة إسرائيلية الأحد أسفرت عن مقتل 45 شخصاً على الأقل في مخيم مزدحم بالنازحين قرب رفح، حيث قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن نحو مليون مدني نزحوا من المدينة بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.
آخر مستشفى
في الأثناء، قال مسؤول في منظمة الصحة العالمية إن آخر مستشفى في رفح قد يخرج من الخدمة وإن عدداً كبيراً من الوفيات قد يكون متوقعاً إذا نفذت إسرائيل «اجتياحاً شاملاً» للمدينة. وأضاف ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة «إذا استمر التوغل، سنخسر آخر مستشفى في رفح». وذكر، على هامش اجتماع في جنيف، أنه في حالة حدوث «اجتياح شامل»، فإن «خطة الطوارئ لن تمنع ما نتوقع، وهي زيادة ضخمة في الوفيات وفي الأمراض».
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، إن الأمين العام ندد بالغارات الجوية الإسرائيلية الفتاكة التي شهدتها رفح الأحد، مضيفاً إنه دعا إلى وقف الرعب والمعاناة على الفور. وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، «لا بد للسلطات الإسرائيلية من أن تسمح وتسهّل وتمكّن الإيصال الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحتاجين ولا بد من فتح جميع المعابر».