مصر.. نائب رئيس مجلس الوزراء يترأس الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري لصحة الدول الثماني النامية

اختتمت في العاصمة المصرية الجديدة فعاليات الاجتماع الأول الوزاري لصحة دول التعاون الاقتصادي للدول الثماني النامية (D-8)، بمشاركة واسعة من وزراء الصحة وكبار المسؤولين. ترأس الجلسة الختامية الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، مؤكدًا أهمية التعاون الصحي بين هذه الدول في تعزيز القدرة على الصمود وتحقيق التنمية المستدامة. الاجتماع، الذي استمر ثلاثة أيام، ناقش سبل تعزيز النظم الصحية الإقليمية ومواجهة التحديات الصحية المشتركة.
الاجتماع الوزاري الأول من نوعه لدول مجموعة D-8 يمثل تتويجًا لجهود مستمرة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الصحة. تأسست مجموعة D-8 في عام 1996 وتضم تركيا وإيران ومصر وإندونيسيا وبنغلاديش ونيجيريا وباكستان وماليزيا. تسعى هذه الدول إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي وتحسين مستويات المعيشة لشعوبها.
أهم محاور التعاون الصحي بين دول مجموعة D-8
ركزت النقاشات خلال الاجتماع على أربعة محاور رئيسية، حسبما صرح الدكتور عبد الغفار. تهدف هذه المحاور إلى بناء نظم صحية أقوى وأكثر استدامة في الدول الأعضاء. وتشمل هذه المحاور تعزيز الصحة العامة، وصحة الأم والطفل، والوصول إلى الأدوية واللقاحات، والتحول الرقمي في القطاع الصحي.
تعزيز قدرات الصحة العامة
أكد المشاركون على ضرورة تقوية نظم الصحة العامة، بما في ذلك أنظمة الترصد الوبائي والإنذار المبكر. يهدف ذلك إلى الاستعداد والاستجابة الفعالة للطوارئ الصحية، ومكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية. كما تم التأكيد على أهمية تبني نهج “صحة واحدة” (One Health) لمواجهة المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ، وهو تحد يواجه المنطقة والعالم.
صحة الأم والطفل كأولوية
اتفق وزراء الصحة على أن صحة الأم والطفل تمثل أولوية مشتركة. وتشمل الجهود المقترحة توسيع نطاق الرعاية عالية الجودة وزيادة معدلات التغطية بالتطعيمات، ومعالجة الفجوات التغذوية. كما تم التركيز على أهمية “الألف يوم الأولى” من حياة الطفل، باعتبارها مرحلة حاسمة لتنمية رأس المال البشري.
تطوير صناعة الأدوية واللقاحات إقليميًا
ناقش الوزراء سبل تعزيز الوصول إلى الأدوية واللقاحات والمنتجات الطبية، مع التركيز على التصنيع المحلي وزيادة الاعتماد على القدرات الإقليمية. يهدف ذلك إلى تقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية وبناء سلاسل إمداد مرنة ومستدامة، بالإضافة إلى تحقيق التوافق التنظيمي بين الدول الأعضاء. ويعتبر هذا المحور بالغ الأهمية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الصحي.
التحول الرقمي في القطاع الصحي
أظهرت المناقشات إدراكًا للدور التحويلي للأنظمة الصحية الرقمية. تم التأكيد على ضرورة تبني معايير موحدة وقابلة للتشغيل البيني، ودعم الابتكار الرقمي لتحسين الكفاءة والعدالة في تقديم الخدمات الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات. الرعاية الصحية الرقمية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في الوصول إلى الفئات السكانية المحرومة.
وحسبما صرح الدكتور عبد الغفار، فإن الاجتماع يعكس التزامًا قويًا من جانب الدول الأعضاء بأن التعاون الصحي هو ركيزة أساسية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يمثل الاجتماع خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
في الختام، أعلنت الأمانة العامة لمجموعة D-8 عن تشكيل لجان فنية متخصصة لمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع. من المتوقع أن تقدم هذه اللجان تقارير دورية حول التقدم المحرز، مع تحديد التحديات والمعوقات التي تواجه عملية التنفيذ. من المقرر عقد اجتماع تقييمي في غضون ستة أشهر لمراجعة هذه التقارير وتحديد الخطوات التالية. وسيكون من المهم مراقبة مدى التزام الدول الأعضاء بتنفيذ هذه التوصيات، وكيف ستؤثر هذه الجهود على تحسين الصحة العامة في المنطقة.





