ممنوع الاقتراب.. الأنفلونزا تهدد الكريسماس وتحذيرات صحية فى أوروبا

مع اقتراب احتفالات نهاية العام، يثير انتشار الإنفلونزا قلقًا متزايدًا في أوروبا، حيث تشهد المستشفيات ضغطًا كبيرًا مع ارتفاع عدد الحالات. وتواجه الأنظمة الصحية تحديًا يتمثل في الحفاظ على قدرتها الاستيعابية في ظل تزايد الإصابات، خاصةً مع التجمعات العائلية المتوقعة خلال العطلات. يمثل هذا الوضع تهديدًا للاحتفالات بالكريسماس ورأس السنة، ويتطلب اتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار الفيروس.
الإنفلونزا تضغط على المستشفيات الأوروبية قبيل الكريسماس
تشهد العديد من الدول الأوروبية ارتفاعًا في حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا، مما أدى إلى زيادة الضغط على المستشفيات وأقسام الطوارئ. وتُظهر البيانات الحديثة من إسبانيا، وفقًا لمعهد كارلوس الثالث للصحة، تسجيل أكثر من 446 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة خلال الأسبوع الخمسين من العام، على الرغم من تباطؤ طفيف في معدل الزيادة. يشير هذا إلى أن البلاد قد تقترب من ذروة انتشار الفيروس في وقت حرج يتزامن مع عطلات الكريسماس.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والجهاز التنفسي، والأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الرضع. يلاحظ الأطباء ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى، مما يزيد من الضغط على الموارد الطبية المتاحة.
تأثير المتحورات الجديدة
وفقًا للجمعية الإسبانية لطب الطوارئ، فإن سلالة الإنفلونزا A هي السائدة حاليًا، مع انتشار مُتحورين يتميزان بدرجة عالية من العدوى. يسهم هذا الانتشار السريع في تفاقم الوضع الصحي وزيادة الضغط على المستشفيات، حيث يتطلب علاج الحالات المصابة موارد إضافية.
بالإضافة إلى ذلك، يُضاف إلى المخاوف انتشار الفيروسات التنفسية الأخرى مثل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مما يزيد من تعقيد المشهد الوبائي ويتطلب تمييزًا دقيقًا بين الأعراض المختلفة. هذا التمييز يساعد في تقديم العلاج المناسب وتطبيق إجراءات العزل اللازمة.
مخاطر التجمعات الاجتماعية وزيادة العدوى
لا يقتصر الخطر على الفيروس ذاته، بل يمتد ليشمل التجمعات العائلية الكبيرة والاحتفالات التي تقام في أماكن مغلقة. يسهل انتقال فيروس الإنفلونزا الموسمية في هذه الظروف عبر الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس، والاحتكاك المباشر، وحتى من خلال القبلات والتحيات التقليدية.
لهذا السبب، توصي السلطات الصحية في العديد من الدول الأوروبية باتخاذ احتياطات إضافية خلال موسم الأعياد. وتشمل هذه التوصيات تجنب المخالطة الوثيقة مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، والالتزام بغسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة.
بالرغم من عدم صدور تحذيرات صريحة بمنع القبلات في الكريسماس، إلا أن الرسالة الضمنية واضحة: قد تتحول فرحة العيد إلى مصدر للعدوى إذا لم يتم أخذ الاحتياطات اللازمة. وبين الفرحة القائمة وبهجة الأعياد، وقلق المستشفيات المتزايد، يواجه الأوروبيون هذا العام تحديًا صعبًا في الموازنة بين الاحتفال والحفاظ على صحتهم.
تلقيح الإنفلونزا يُعد خطوة وقائية حاسمة، وُصي بها مرارًا وتكرارًا من قبل الجهات الصحية، لتقليل خطر الإصابة وتقليل شدة الأعراض في حالة الإصابة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن معدلات التطعيم ما زالت أقل من المستويات المثالية في بعض المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حملات توعية عامة تركز على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية، مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، والتخلص السليم من المناديل الورقية المستعملة، وتجنب لمس الوجه باليدين غير المغسولتين.
ماذا ينتظرنا في الأيام القادمة؟
من المتوقع أن تستمر حالات الإصابة بالإنفلونزا في الارتفاع خلال الأسبوعين المقبلين، مع زيادة التجمعات الاجتماعية والاحتفالات. وستراقب الأنظمة الصحية عن كثب تطور الوضع الوبائي، وتقييم قدرة المستشفيات على التعامل مع التدفق المتزايد للمرضى.
وفي الوقت نفسه، ستواصل السلطات الصحية جهودها في توعية الجمهور بأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتشجيع التطعيم ضد الإنفلونزا. يبقى من غير الواضح مدى تأثير هذه الإجراءات في الحد من انتشار الفيروس، ولكن من المؤكد أنها ضرورية لحماية الصحة العامة وتقليل الضغط على المستشفيات.
من المرجح أن تصدر وزارة الصحة في العديد من الدول الأوروبية تحديثات منتظمة حول الوضع الوبائي، وتوصيات جديدة بناءً على التطورات الأخيرة. من المهم البقاء على اطلاع بهذه التحديثات واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة.





