مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية ينطلق في نسخته الثالثة بجامعة الملك عبدالعزيز
انطلقت اليوم فعاليات مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية في نسخته الثالثة لعام 2025 في جدة، بمشاركة واسعة من الجامعات السعودية. يستضيف مركز الملك فيصل للمؤتمرات هذا الحدث الذي يهدف إلى دعم وتشجيع المواهب الشابة في مجال صناعة الأفلام، ويضم أكثر من 50 فيلمًا قصيرًا ووثائقيًا، بالإضافة إلى أعمال مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. يمثل المهرجان منصة هامة للطلاب لعرض إبداعاتهم والتنافس على الجوائز.
تستضيف كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز هذا الحدث السنوي الذي يشارك فيه 15 جامعة سعودية. يهدف المهرجان إلى إبراز القدرات الإبداعية للطلاب في مختلف جوانب الإنتاج السينمائي، بدءًا من كتابة السيناريو والإخراج وصولًا إلى التصوير والتمثيل. ويشهد المهرجان إقبالاً متزايدًا من الطلاب والمهتمين بصناعة الأفلام في المملكة.
أبرز فعاليات مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية ونتائج الجوائز
شهد المهرجان هذا العام إضافة نوعية من خلال إطلاق فئة خاصة لأفلام الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه التقنية وتأثيرها على صناعة السينما. شارك الطلاب بسبعة أفلام في هذه الفئة الجديدة، مما يدل على استعدادهم لتبني التقنيات الحديثة في أعمالهم الإبداعية. بالإضافة إلى ذلك، تم عرض 240 فيلمًا قصيرًا أنتجها الطلاب خلال معسكر أكاديمية وكالة الأنباء السعودية (واس) للذكاء الاصطناعي، حيث تم اختيار 24 فيلمًا منها للمشاركة في المهرجان والنشر عبر قنوات الأكاديمية الرسمية.
الفيلم السعودي القصير في صدارة الجوائز
تُوِّج فيلم “PTSD” من جامعة الملك عبدالعزيز بجائزة أفضل سيناريو، مما يؤكد على أهمية القصة والإخراج المتقن في جذب انتباه لجنة التحكيم. منار خالد الزهراني من جامعة الأميرة نورة حازت على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة عن فيلمها “حقيبة عمل”، بينما فازت سوسن القريعي من جامعة الملك عبدالعزيز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير عن فيلمها “جناح 7”.
كما حصد أحمد علي بوناجمة من جامعة الملك فيصل جائزة أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه “انبعاث”، بينما فاز فيلم “فاكس” من جامعة جدة بجائزة أفضل مونتاج. حصل عبد الكريم الإنديجاني من جامعة أم القرى على جائزة أفضل ممثل، وفاز فيلم (400-0) من الجامعة العربية المفتوحة بجائزة أفضل صورة بصرية، بينما حصد فيلم (مجانين الفن السابع) من جامعة الملك عبدالعزيز جائزة أفضل موسيقى تصويرية. هذه الجوائز تعكس التنوع والإبداع في الأعمال المشاركة.
الذكاء الاصطناعي يترك بصمته
في مسار الأفلام المنتجة بالذكاء الاصطناعي، حقق إبراهيم بقاشي من جامعة جازان المركز الأول عن فيلمه “هذه جازان”، مما يبرز قدرة الطلاب على استخدام هذه التقنية لإنتاج أعمال فنية ذات جودة عالية. وليد خالد القحطاني من جامعة الطائف حصد جائزة المركز الثاني عن فيلم “عيون الشر الملتهبة”، بينما أحرزت غدي فواز العتيبي من جامعة الملك عبدالعزيز المركز الثالث عن فيلمها “ذهيّن”. هذه النتائج تؤكد على الإمكانات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأفلام.
ورش العمل والجلسات النقاشية
لم يقتصر المهرجان على عرض الأفلام وتوزيع الجوائز، بل تضمن أيضًا برنامجًا حافلًا بالجلسات وورش العمل التي تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في مجال صناعة الأفلام. تهدف هذه الجلسات إلى تعريف الطلاب بالجوانب الواقعية وخلف الكواليس لصناعة الأفلام السينمائية على المستويين المحلي والعالمي. وتأتي هذه الورش ضمن جهود المهرجان لدعم المواهب الشابة وتمكينها من تحقيق طموحاتها في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل المهرجان فرصة للطلاب للتواصل مع خبراء الصناعة والتعرف على أحدث التقنيات والاتجاهات في عالم السينما. وتساهم هذه التفاعلات في إثراء خبرات الطلاب وتوسيع آفاقهم الإبداعية. كما يعزز المهرجان التعاون بين الجامعات السعودية في مجال الإنتاج السينمائي.
من المتوقع أن يعلن القائمون على المهرجان عن تفاصيل النسخة الرابعة في الربع الأول من عام 2026، مع التركيز على توسيع نطاق المشاركة ليشمل المزيد من الجامعات والطلاب. كما سيتم العمل على تطوير فئة أفلام الذكاء الاصطناعي وإضافة مسارات جديدة تعكس التطورات المتسارعة في صناعة السينما. يبقى التحدي في استمرار دعم هذه المبادرات وتشجيع الإبداع الشبابي في مجال صناعة الأفلام.