أثار تصريح النجم الألماني توماس مولر، بشأن مشاركة ليونيل ميسي في بطولة كأس العالم المقبلة، جدلاً واسعاً حول تأثير وجود اللاعب الأرجنتيني المخضرم على أداء منتخب بلاده. وأعرب مولر عن شكوكه في قدرة ميسي على الارتقاء بمستوى المنتخب الأرجنتيني، مؤكداً أن مشاركته تعتمد بشكل كبير على لياقته البدنية.
جاءت تصريحات مولر، الذي اعتزل اللعب الدولي، خلال حديث له لقناة “ماجينتا” الألمانية، حيث أشار إلى أن ميسي (38 عاماً) قد لا يكون قادراً على تقديم نفس المستوى الذي قدمه في السابق، خاصةً في بطولة عالمية تتطلب جهداً بدنياً كبيراً. وتأتي هذه التصريحات في ظل تساؤلات حول مدى جاهزية ميسي للمشاركة في البطولة التي تستضيفها أمريكا الشمالية الصيف المقبل.
مولر يحذر الأرجنتين من تأثير مشاركة ميسي
وأوضح مولر أن وجود ميسي في الملعب قد يغير التوازن العام للفريق، ولكنه لم يحدد ما إذا كان هذا التغيير سيكون إيجابياً أم سلبياً. وأشار إلى أنه واجه ميسي في نهائي كأس الدوري الأمريكي لكرة القدم مؤخراً، حيث فاز إنتر ميامي بقيادة ميسي على فانكوفر وايتكابس، لكنه يرى أن مستوى المنافسة في كأس العالم يختلف تماماً.
وأضاف مولر: “عندما تكون الكرة مع ميسي، فإنه ينبض بالحياة في المناطق الحاسمة، ويبدأ العديد من الهجمات. ومع ذلك، أشك في قدرته على تكرار هذا الأداء بنفس الكفاءة على أعلى مستوى دولي.”
تاريخ ميسي في كأس العالم
يُذكر أن ليونيل ميسي شارك في خمس نسخ سابقة من كأس العالم، وتوج باللقب في نسخة 2022 في قطر، بعد فوز الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح. وقد ألمح ميسي بعد هذا الفوز إلى أن هذه النسخة قد تكون الأخيرة له في كأس العالم، لكنه عاد للمشاركة بشكل متقطع في التصفيات المؤهلة للبطولة المقبلة.
تقييم مولر للمنتخب الألماني والبطولة
على صعيد آخر، أكد مولر أن المنتخب الألماني لا بد أن يتجاوز دور المجموعات في البطولة المقبلة، بعد إخفاقه في ذلك في آخر نسختين. وأشار إلى أن قوة المنافسين والتغييرات في نظام البطولة تجعل التأهل إلى الأدوار الإقصائية أمراً ضرورياً.
وأضاف مولر، الذي سيعمل كمحلل رياضي خلال البطولة: “مع وجود منتخبات قوية مثل كوت ديفوار بطل أفريقيا والإكوادور وصيف أمريكا الجنوبية، يجب على ألمانيا أن تكون مستعدة لمواجهة تحديات كبيرة.”
كما أشار إلى أن نظام البطولة الجديد، الذي يسمح بتأهل أفضل ثمانية فرق تحتل المركز الثالث في المجموعات، يضيف عنصراً من التعقيد والمنافسة.
الوضع الحالي للمنتخب الأرجنتيني
يواجه المنتخب الأرجنتيني تحديات في الحفاظ على مستواه بعد الفوز بكأس العالم 2022، حيث شهد أداء الفريق بعض التذبذب في المباريات الودية والتصفيات. ويرى البعض أن الاعتماد الكبير على ميسي قد يكون عائقاً أمام تحقيق المزيد من النجاحات، بينما يرى آخرون أنه لا يزال عنصراً أساسياً في الفريق.
بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بمستوى اللاعبين الشباب في المنتخب الأرجنتيني، وقدرتهم على تقديم أداء جيد في غياب أو مع تراجع مستوى ميسي.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عن القائمة النهائية للمنتخب المشارك في كأس العالم في الأشهر القليلة المقبلة. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة ما إذا كان ميسي سيتم استدعاؤه، وكيف سيؤثر ذلك على فرص الفريق في المنافسة على اللقب. وستظل لياقة ميسي البدنية هي العامل الحاسم في تحديد مشاركته، ومستقبله في كأس العالم.
