Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

ندوة شبابية بإثيوبيا تدعو لتحرير العقول وتعزيز الشراكة بين أفريقيا وماليزيا

ظبية محمد

أديس أبابا – انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فعاليات أول ندوة شبابية أفريقية ماليزية تحت شعار “شراكة الشباب من أجل الازدهار المشترك”، وذلك يوم الخميس الموافق 20 نوفمبر 2025. يهدف هذا المنتدى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين القارتين، مع التركيز على دور الشباب في قيادة التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار. شارك في الحدث مسؤولون من الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية، بالإضافة إلى وفود شابة من مختلف الدول الأفريقية.

جمع المنتدى قيادات ناشئة من أفريقيا وماليزيا، واستضاف رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ليقدم رؤيته حول أهمية هذه الشراكة. وتركزت النقاشات على ضرورة تحرير العقول من تبعات الاستعمار، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وبناء شراكات استراتيجية يقودها الشباب من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تحرير العقل وبناء الشراكات الاستراتيجية

أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية الاستفادة من تجربة ماليزيا وآسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن القارة الأفريقية، بشبابها الطموح، تمثل قارة المستقبل. وأضاف أن النهضة الأفريقية تتطلب رؤية واضحة وإرادة قوية لتجاوز التحديات الداخلية والخارجية.

وشدد إبراهيم على أن التحدي الأكبر الذي يواجه الدول المستقلة اليوم هو التخلص من العقلية الاستعمارية التي قد تستمر في التفكير والسلوك حتى بعد الحصول على الاستقلال السياسي. وحذر من أن بعض الدول في آسيا وأفريقيا لا تزال تعاني من هذه العقلية، مما يعيق تقدمها وتحقيق طموحاتها التنموية.

كما أكد أن السلام هو شرط أساسي للتنمية المستدامة، وأن التحرر الفكري هو أساس السلام الحقيقي. وأشار إلى أن الشباب هم القادرون على قيادة هذا التحول نحو مستقبل قائم على الحوكمة الرشيدة، والاستدامة، والاقتصاد الأخضر، والتحول الرقمي.

النهضة الأفريقية: قارة الفرص

من جهتها، أكدت وزيرة المرأة والشباب الإثيوبية، إيرغوغ تيسفاي، أن أفريقيا، التي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانها 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، أصبحت قوة ديموغرافية عالمية. وأشارت إلى أن ماليزيا تمثل نموذجًا ناجحًا في التحول الاقتصادي وتطوير التعليم، ويمكن للقارة الأفريقية الاستفادة من هذه التجربة.

وأضافت الوزيرة أن الشراكة بين أفريقيا وماليزيا تعتمد على الموارد البشرية القوية والتجربة التنموية الراسخة، مما يمهد الطريق لتعاون اقتصادي وثقافي واسع النطاق. وأكدت على أهمية الاستثمار في التعليم والتدريب المهني لتأهيل الشباب لسوق العمل.

قوة ديموغرافية ومستقبل واعد للشباب

وأشار الأمين العام للاتحاد الأفريقي للشباب، أحمد بنينغ ويسيشنغ، إلى أن نجاح أي شراكة بين أفريقيا وماليزيا يعتمد على إيمان الشباب بأهمية التعاون واقتناعهم بمساره. وأضاف أن هذه الشراكة قادرة على خلق فرص عمل للشباب ورفع مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المستدامة.

وطالب ويسيشنغ بضرورة إحياء مؤسسة الشباب العالمية والجمعية العالمية للشباب، نظرًا لدورهما التاريخي الممتد لأكثر من 70 عامًا في تعزيز التعاون بين الشباب في مختلف أنحاء العالم. وشدد على أن هذه المؤسسات يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في دعم المبادرات الشبابية وتعزيز الحوار بين الثقافات.

من جانبه، استذكر رئيس مجلس شباب إثيوبيا، فؤاد جينا، قصة لجوء المسلمين الأوائل إلى الحبشة كرمز للتسامح والتعايش السلمي. وأشار إلى أن هذه القيم التاريخية لا تزال حاضرة في العلاقات بين أفريقيا وماليزيا، وهي أساس قوي لبناء شراكة ناجحة.

وأوضح جينا أن أمام الشباب فرصًا واسعة في الابتكار الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة المستدامة والدبلوماسية الثقافية وريادة الأعمال. وأكد استعداد الشباب الماليزي والإثيوبي لتعميق الشراكة بين القارتين وتحويلها إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على الجميع. الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل.

من المتوقع أن تعقد لجنة مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والحكومة الماليزية اجتماعًا في الربع الأول من عام 2026 لوضع خطة عمل تفصيلية لتنفيذ توصيات المنتدى. وسيركز الاجتماع على تحديد المجالات ذات الأولوية للاستثمار والتعاون، ووضع آليات لضمان تحقيق أهداف الشراكة. ومع ذلك، لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع المقترحة، وهو ما سيتطلب جهودًا إضافية من الجانبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى