Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

نظام دوائي مبتكر يوفر علاجاً أكثر دقة للألم باستخدام التبريد

ابتكر باحثون في جامعة فاندربيلت الأمريكية جهازًا طبيًا جديدًا يعتمد على تقنية التبريد لتوفير تسكين الألم بشكل آمن وفعال. يهدف هذا الابتكار إلى تقليل الاعتماد على الأدوية الأفيونية، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بمخاطر الإدمان والآثار الجانبية. الجهاز، الذي لا يتعدى حجمه بطارية ساعة، يوفر نظامًا لعلاج الألم عند الطلب باستخدام أدوية غير أفيونية.

تم تطوير هذا النظام في مختبرات جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي، وقد خضع لاختبارات أولية أظهرت نتائج واعدة. تأتي هذه التطورات في وقت يشهد العالم فيه أزمة متزايدة في وصف الأدوية الأفيونية، وسعيًا لإيجاد بدائل أكثر أمانًا لإدارة الألم المزمن والحاد. النتائج الأولية للجهاز نشرت في مجلة علمية متخصصة.

نظام جديد لـ تسكين الألم بتقنية التبريد

يعتمد الجهاز على مبدأ بسيط ولكنه فعال: استخدام التبريد الموضعي لتحفيز إطلاق الأدوية المسكنة للألم غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والسيليكوكسيب. بدلاً من تناول الدواء عن طريق الفم، والذي يؤثر على الجسم بأكمله، يتم إيصال الدواء مباشرة إلى المنطقة المصابة، مما يقلل من الجرعة المطلوبة والآثار الجانبية المحتملة. يتيح ذلك ما يعرف بعلاج “الألم عند الطلب” الذي يمنح المريض التحكم في مستوى الدواء الذي يحتاجه.

كيف يعمل الجهاز؟

يتميز الجهاز بوجود مستودع صغير يتم زرعه جراحيًا في الجسم بالقرب من المنطقة التي تعاني من الألم. هذا المستودع يحتوي على الدواء بالإضافة إلى مادة هيدروجيل حساسة للحرارة. عند وضع كيس ثلج أو أي وسيلة تبريد على المنطقة المزروعة، تنخفض درجة حرارة الهيدروجيل.

هذا الانخفاض في درجة الحرارة يتسبب في ذوبان الهيدروجيل تدريجيًا، مما يؤدي إلى إطلاق الدواء المخزن. وبحسب الباحثين، فإن هذه العملية تسمح بإطلاق الدواء بشكل متحكم فيه، سواء بشكل مستمر أو عند الحاجة، اعتمادًا على مدة التبريد. تعتبر هذه التقنية تحولًا نموذجيًا في طريقة توصيل الأدوية.

تطبيقات واسعة النطاق محتملة

لا يقتصر استخدام هذا الجهاز على تسكين الألم الناتج عن الإصابات الجسدية أو العمليات الجراحية فحسب. يشير الباحثون إلى إمكانية استخدامه في علاج مجموعة واسعة من الحالات الطبية الأخرى، مثل التهاب المفاصل والألم العصبي المزمن. إضافة إلى ذلك، يمكن تعديل الجهاز ليحمل أدوية مختلفة لعلاج أمراض أخرى، مما يجعله منصة متعددة الاستخدامات.

صرح ليون بيلان، الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية والهندسة الطبية الحيوية بجامعة فاندربيلت، بأنهم يتوقعون أن يصبح التبريد محفزًا خارجيًا بسيطًا وآمنًا للتحكم في توصيل الأدوية في المستقبل. وأضاف أن التبريد لا يتطلب أي طاقة أو أجهزة معقدة، حيث أن كيس ثلج بسيط قد يكون كافيًا لتفعيل إطلاق الدواء. هذه البساطة تجعل الجهاز جذابًا بشكل خاص للاستخدام في مجموعة متنوعة من البيئات.

يعتبر تطوير هذا الجهاز خطوة مهمة نحو إيجاد حلول مبتكرة لإدارة الألم وتقليل الاعتماد على المواد الأفيونية. كما أنه يفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية، مع تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من الألم المزمن. التحكم في الألم وتجنب الآثار الجانبية يمثلان هدفًا رئيسيًا في الرعاية الصحية الحديثة.

تتزايد الجهود العالمية للبحث عن بدائل لأدوية تسكين الألم الأفيونية، بسبب ارتفاع معدلات الإدمان والوفيات المرتبطة بها. تعتمد بعض الاستراتيجيات الأخرى على العلاج الطبيعي، والوخز بالإبر، والتحفيز العصبي، ولكن هذه التقنيات غالبًا ما تكون أقل فعالية أو قد تتطلب تدخلات طبية معقدة. يمثل الجهاز الجديد إضافة قيمة لهذه الجهود، حيث يوفر حلاً بسيطًا وغير جراحي نسبيًا.

في الوقت الحالي، يركز فريق البحث على إجراء المزيد من التجارب السريرية لتقييم فعالية الجهاز وسلامته على نطاق واسع. كما يخططون لتطوير نماذج أولية أكثر تطوراً، مع ميزات إضافية مثل القدرة على التحكم في جرعة الدواء عن بعد. من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية على البشر في غضون عامين، ولكن الحصول على الموافقات التنظيمية قد يستغرق وقتًا أطول.

تشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من الألم المزمن، والذي يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. يأمل الباحثون أن يوفر هذا الجهاز حلاً فعالاً وآمنًا لهؤلاء المرضى، مما يسمح لهم باستعادة قدرتهم على الحركة والمشاركة في الأنشطة التي يستمتعون بها.

مع استمرار تطور التكنولوجيا الطبية، من المرجح أن نشهد المزيد من الابتكارات في مجال تسكين الألم. سيظل التركيز على إيجاد علاجات أكثر دقة وفعالية، مع تقليل الآثار الجانبية وتحسين جودة حياة المرضى. وتعتبر هذه التقنية الجديدة خطوة واعدة في هذا الاتجاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى