واشنطن تعلن تمديد هدنة شمال سوريا وقسد تعرض مبادرة على تركيا
17/12/2024–|آخر تحديث: 17/12/202411:53 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أعلنت الولايات المتحدة أنه تم تمديد هدنة بين فصائل سورية مقربة من تركيا وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن حول مدينة منبج في شمال سوريا، في وقت أبدت “قسد” استعدادها لتقديم مبادرة لتخفيف مخاوف أنقرة الأمنية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اليوم الثلاثاء إنه تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات “قسد” حول مدينة منبج حتى نهاية هذا الأسبوع.
وأضاف ميلر أن واشنطن توسطت في اتفاق وقف إطلاق نار مبدئي الأسبوع الماضي لكن سريانه انتهى، مضيفا أن واشنطن ترغب في تمديد وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة.
وقال المتحدث “نواصل الانخراط مع قوات سوريا الديمقراطية وتركيا بشأن مسار للمضي قدما”، مضيفا أنه ليس من مصلحة أي طرف تصاعد الصراع في سوريا.
وخلال الأيام الماضية دفعت قوات المعارضة السورية التابعة للجيش الوطني بأرتالها باتجاه مدينة منبج في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشنّت في اليوم التالي هجوما منسقا تحت مظلة غرفة عمليات “فجر الحرية” بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت، وذلك بالتزامن مع إسقاط فصائل أخرى نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في دمشق.
ودفع هذا التصعيد قوات قسد إلى التراجع تدريجيا عن مركز مدينة منبج تنفيذا لاتفاق أُبرم بوساطة أميركية تركية.
وتعد مدينة منبج نقطة إستراتيجية في شمال سوريا، لكنها خرجت منذ عام 2012 عن سيطرة النظام السوري لتصبح خاضعة لسلطة المعارضة، ثم انتقلت إلى قبضة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، وبعد عامين تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها بدعم من التحالف الدولي، قبل أن تنسحب منها الأسبوع الماضي.
مبادرة لقسد
وفي سياق متصل، أفاد قائد “قسد” مظلوم عبدي بأن قواته تؤكد على التزامها الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا.
وأضاف عبدي في تغريدة على حسابه الرسمي على شبكة إكس أن قوات سوريا الديمقراطية تعلن عن استعدادها لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب (كوباني)، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف ووجود أميركي.
وأوضح عبدي أن هذه المبادرة تهدف إلى معالجة المخاوف الأمنية التركية وضمان استقرار المنطقة بشكل دائم.
عملية تركية وشيكة
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت في وقت سابق الثلاثاء عن مسؤولين أميركيين وأتراك أن تركيا وحلفاءها يحشدون قوات على طول الحدود، لتنفيذ عملية عسكرية “وشيكة” في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن خطوة تركيا تثير مخاوف من هجوم كبير على أراضٍ يسيطر عليها الأكراد، وأن العملية العسكرية التركية عبر الحدود قد تكون وشيكة.
وأضاف المسؤولون أن الحشد التركي مماثل لتحركات أنقرة قبل عمليتها العسكرية شمال شرقي سوريا عام 2019، وأكدوا أن الإدارة الأميركية “تضغط من أجل ضبط النفس”.
من جهتها، قالت المسؤولة في الإدارة المدنية للأكراد إلهام أحمد إنها أبلغت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن عملية تركيا في سوريا وشيكة.
وأضافت في رسالة نقلتها عنها “وول ستريت جورنال” أن “هدف تركيا السيطرة على أرضنا قبل توليك منصبك”.
وفي السياق، أكد البيت الأبيض أن واشنطن تتفهم مخاوف تركيا المشروعة بشأن التهديدات الناجمة عن تنظيمي “واي بي جي”، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، و”بي كيه كيه”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني في سوريا.
وتزامنا مع سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وفراره إلى روسيا صعّدت تركيا لهجتها تجاه الوحدات الكردية في سوريا، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن بلاده “ستسحق المنظمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن”.
وفي السياق نفسه، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة تلفزيونية على أن هدف تركيا الإستراتيجي يتمثل في إنهاء وجود وحدات حماية الشعب الكردية، معتبرا أنها أمام خيارين، إما أن تحل نفسها أو تواجه القضاء عليها بالقوة.
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني “منظمة إرهابية”، ويخوض الحزب تمردا ضد تركيا منذ عام 1984.
ويقبع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في الحبس الانفرادي في سجن بإحدى الجزر التركية منذ عام 1999.