وافقت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، على بيع أسلحة بقيمة 105 ملايين دولار لأوكرانيا، تتضمن تحديثات حيوية لأنظمة دفاعها الجوي، وعلى رأسها صواريخ باتريوت. يأتي هذا القرار في ظل استمرار القصف الروسي المكثف على الأراضي الأوكرانية، وخاصة مدينة خاركيف، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية في مواجهة التهديدات المتصاعدة. هذه الصفقة تهدف بشكل مباشر إلى دعم جهود أوكرانيا في حماية أجوائها ضد الهجمات الصاروخية الروسية.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أبلغت الكونغرس بالصفقة، والتي تشمل توفير قطع الغيار اللازمة، والتدريب المتخصص للقوات الأوكرانية، بالإضافة إلى تحديث صواريخ باتريوت المستخدمة حاليًا. وتعتبر أنظمة باتريوت، وهي أنظمة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى، من الأصول الاستراتيجية التي تعتمد عليها أوكرانيا بشكل كبير لصد الهجمات الجوية الروسية.
أهمية تحديث أنظمة باتريوت في أوكرانيا
تُعد منظومة باتريوت من بين أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، حيث طورتها شركة رايثيون بهدف توفير حماية فعالة ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية. بدأ استخدامها رسميًا في عام 1985، ومنذ ذلك الحين، نشرت في أكثر من 18 دولة حول العالم. يُعزى هذا الانتشار الواسع إلى قدرتها المثبتة على اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والمسيّرات.
وتشمل الصفقة تحديث قاذفات الصواريخ من طراز M901 إلى قاذفات M903 الأكثر تقدمًا، والتي تمتلك قدرة أكبر على إطلاق عدد أكبر من الصواريخ في وقت واحد. هذا التحسين سيزيد بشكل كبير من سرعة استجابة أوكرانيا وقدرتها على التعامل مع الهجمات الصاروخية المتعددة.
الردود الدولية على الصفقة
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الصفقة المقترحة ستساهم في “تحسين قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية.” ومع ذلك، تتزامن هذه الخطوة مع انتقادات متزايدة من بعض الأطراف، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لسياسة المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا. تجاوزت قيمة هذه المساعدات بالفعل 67 مليار دولار منذ بداية الصراع في فبراير/شباط 2022.
على الرغم من دعوات ترامب المتكررة إلى إنهاء الحرب، ترفض روسيا بشكل قاطع أي وقف لإطلاق النار وتواصل عملياتها العسكرية في أوكرانيا. ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس تصاعد التوتر بين الجانبين وتصعيمًا مستمرًا في الصراع.
استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا
في غضون ساعات من إعلان الصفقة الأمريكية، واصلت روسيا شن هجمات على الأراضي الأوكرانية. استهدف هجوم بالطائرات المسيّرة مدينة خاركيف، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 32 شخصًا، وفقًا لما أعلنه حاكم المنطقة.
وتعتبر خاركيف من أكثر المدن الأوكرانية تعرضًا للقصف الروسي في الآونة الأخيرة. فقد سبق هذا الهجوم سلسلة من الهجمات الصاروخية التي أدت إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا. تأتي هذه الهجمات في ظل اقتراب فصل الشتاء، مما يزيد من معاناة المدنيين ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
ومع تزايد برودة الطقس، كثفت موسكو ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية للطاقة، في محاولة لتعطيل إمدادات الكهرباء والتدفئة. في المقابل، تستهدف كييف بانتظام مستودعات النفط ومصافي التكرير والمنشآت الطاقية الأخرى داخل الأراضي الروسية في إطار استراتيجيتها الهجومية. كما تشهد الجبهة القتالية تقدمًا مستمرًا للقوات الروسية، وخاصة في محيط خاركيف، حيث تمكنت من السيطرة على قرية دفوريتشانسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
من المتوقع أن تستمر المعارك والضربات المتبادلة بين الجانبين في الأيام والأسابيع القادمة. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات الوضع على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه الهجمات الروسية. كما ستتابع ردود الفعل الروسية على هذه المساعدات، واحتمالية تصعيدها لعملياتها العسكرية.
