Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

واشنطن وكييف تعدان خطة سلام منقحة وسط ضغوط أوروبية

أعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا عن إطار عمل مُنقّح للسلام في أعقاب محادثات جنيف، مما يمثل تطوراً مهماً في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر. يأتي هذا الإعلان بعد أيام من الجدل حول خطة سلام أمريكية أولية اعتبرتها كييف غير مقبولة، ويُثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي مقبول من جميع الأطراف. هذا التطور في مفاوضات السلام يمثل نقطة تحول محتملة في الأزمة الأوكرانية.

في حين لم يتم الكشف عن تفاصيل التعديلات، إلا أن الإعلان قوبل بحذر في العواصم الأوروبية التي تتابع عن كثب أي اتفاق قد يؤثر على مستقبل الأمن القاري. وتأتي هذه المحادثات في ظل ضغوط متزايدة على كييف، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، مع استمرار القتال وتصاعد المخاوف بشأن تداعيات الصراع.

تعديلات على خطة السلام وموقف الأطراف

أثارت الخطة الأمريكية الأولية، التي تضمنت شروطاً مثل التنازل عن الأراضي وقيود على الجيش الأوكراني، انتقادات واسعة من قبل كييف وحلفائها الأوروبيين. واعتبرت هذه الشروط بمثابة “استسلام” محتمل، مما دفع واشنطن إلى إعادة النظر في مقترحها. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن وفده سيعود إلى كييف لعرض نتائج جنيف، مع التشديد على البحث عن “تسويات لا تضعف موقف أوكرانيا”.

من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال وجود تقدم، لكنه حث على عدم التفاؤل المفرط قبل رؤية النتائج الملموسة. وتأتي هذه التصريحات في سياق جهود مكثفة تبذلها واشنطن للتوصل إلى حل ينهي الصراع، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف.

ردود الفعل الدولية على مبادرة السلام

في موسكو، رحب الكرملين بالخطة الأمريكية الأولية، لكنه رفض المقترح الأوروبي المضاد، واصفاً إياه بأنه “غير بناء”. وأكد الكرملين أنه لم يتلق بعد معلومات رسمية حول التعديلات الجديدة. هذا الموقف يعكس استمرار التباين في وجهات النظر بين روسيا والأطراف الأخرى المعنية.

أما بالنسبة للدول الأوروبية، فقد أبدت مواقف متباينة. ففي حين شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على ضرورة مشاركة روسيا في أي مفاوضات، وصف قادة الاتحاد الأوروبي محادثات جنيف بأنها “زخم إيجابي” يتطلب المزيد من العمل. بريطانيا بدورها اعتبرت أن السلام “لن يأتي بين عشية وضحاها”، بينما أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ضرورة اتفاق “لا يضعف أوروبا أو أوكرانيا”.

الوضع السياسي الداخلي في أوكرانيا يضيف تعقيداً إضافياً. فقد أدت فضيحة فساد أطاحت بوزيرين في الحكومة إلى إضعاف موقف زيلينسكي، مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم رد على المقترح الأمريكي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. هذا التطور الداخلي قد يؤثر على قدرة كييف على التفاوض بفعالية.

إضافة إلى المفاوضات الدبلوماسية، تتواصل الاشتباكات العسكرية على الأرض. فقد تعرضت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، لما وصفه مسؤولون بـ “غارة كبيرة بطائرات مسيّرة” أودت بحياة 4 أشخاص. وفي المقابل، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرات مسيّرة أوكرانية كانت في طريقها إلى موسكو، مما أدى إلى تعليق الرحلات في 3 مطارات تخدم العاصمة.

وتشهد المنطقة أيضاً تصعيداً في الهجمات المتبادلة. فقد أدى ما قيل إنه هجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف السكان قرب موسكو، في رد نادر على الهجمات الروسية المتكررة على منشآت الطاقة الأوكرانية. هذه الهجمات تزيد من معاناة المدنيين وتعمق الأزمة الإنسانية.

الجهود الدبلوماسية مستمرة، مع بحث وترتيب زيارة محتملة للرئيس زيلينسكي إلى واشنطن لمناقشة القضايا الحساسة مثل الضمانات الأمنية، وتبادل الأسرى، وعودة الأطفال الأوكرانيين المختطفين، وتمويل إعادة الإعمار. هذه القضايا تمثل تحديات كبيرة، ولكنها ضرورية للتوصل إلى حل مستدام.

في الختام، يظل مستقبل مفاوضات السلام في أوكرانيا غير مؤكد. الموعد النهائي لرد كييف على المقترح الأمريكي يقترب، وهناك حاجة ماسة إلى تحقيق انفراجة تفاوضية. من الأمور التي يجب مراقبتها عن كثب رد فعل روسيا تجاه التعديلات الجديدة، والمواقف المتباينة للدول الغربية، والتطورات على الساحة العسكرية، وكذلك الوضع السياسي الداخلي في أوكرانيا. كل هذه العوامل ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الصراع المستقبلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى