أعلن وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي اليوم عن خطط لتطوير شامل لخدمات علاج السرطان في الكويت، بما في ذلك الانتقال إلى مبنى جديد لمركز الكويت لمكافحة السرطان وتعزيز التعاون الدولي. يأتي هذا الإعلان في سياق جهود مستمرة لرفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، وتحسين فرص الشفاء من هذا المرض. وقد عقد الوزير اجتماعاً موسعاً مع مجلس إدارة المركز لمناقشة هذه الخطط.
الاجتماع الذي جرى الثلاثاء، تناول بشكل رئيسي تفاصيل خطة الانتقال إلى المبنى الجديد للمركز، والذي تم تصميمه وفقاً لأحدث المعايير الطبية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، بحث المجتمعون آليات تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع مستشفى غوستاف روسي الفرنسي، بهدف الاستفادة من خبراتهم المتراكمة في مجال الأورام.
تطوير خدمات علاج السرطان: رؤية مستقبلية
تركز خطة وزارة الصحة على عدة محاور أساسية، أبرزها تطوير البنية التحتية لمركز الكويت لمكافحة السرطان. الانتقال إلى المبنى الجديد سيمكن المركز من استيعاب المزيد من المرضى وتوفير خدمات علاجية أكثر تطوراً. كما يهدف البرنامج إلى تحديث البروتوكولات العلاجية المتبعة، بما يتماشى مع أحدث التطورات العلمية في مجال الأورام.
التعاون مع مستشفى غوستاف روسي
يُعد التعاون مع مستشفى غوستاف روسي خطوة استراتيجية هامة، بحسب ما صرح به الدكتور العوضي. هذا التعاون سيتضمن نقل الخبرات الفرنسية المتقدمة في تشخيص وعلاج السرطان، بالإضافة إلى تبادل الزيارات العلمية والتدريبية بين الكوادر الطبية في البلدين. وتشمل مجالات التعاون أيضاً البحث العلمي المشترك، بهدف تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية.
يعتبر مستشفى غوستاف روسي أحد المراكز الرائدة في أوروبا في مجال علاج الأورام، ويشتهر بتبنيه أحدث التقنيات العلاجية وأساليب الرعاية المتميزة. الاستفادة من خبرات هذا المستشفى ستساهم بشكل كبير في رفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في الكويت. ويهدف التعاون إلى تطوير الكفاءات المحلية في مجال الرعاية الصحية.
تحديث البنية التحتية والخدمات اللوجستية
كما ركز الاجتماع على الاستعدادات والخطط المتعلقة بالتجهيزات اللوجستية والفنية والتشغيلية اللازمة لضمان انتقال سلس وفعال لمركز السرطان إلى مقره الجديد. أكدت الوزارة على أهمية الحفاظ على استمرارية الخدمات العلاجية دون أي انقطاع خلال فترة الانتقال. وتشمل هذه الخطط توفير جميع المعدات والأجهزة الطبية اللازمة، وتدريب الكوادر الطبية على استخدامها، وتجهيز غرف المرضى والمرافق الأخرى بشكل كامل.
وذكرت وزارة الصحة في بيانها أن الاجتماع أكد على أهمية دعم برامج التشخيص المبكر، والتي تعتبر عنصراً حاسماً في تحسين فرص الشفاء من السرطان. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على ضرورة تعزيز خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وذويهم، لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي يواجهونها خلال رحلة العلاج.
لا تقتصر جهود تطوير خدمات علاج السرطان على الجوانب الطبية والفنية، بل تمتد أيضاً إلى الجوانب الإدارية والتنظيمية. تهدف الوزارة إلى تحسين كفاءة العمل في مركز السرطان، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتوفير بيئة عمل مريحة ومنتجة للعاملين. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية الكويت 2035، والتي تهدف إلى بناء نظام صحي متكامل ومستدام.
وتماشياً مع رؤية الكويت 2035، تضع وزارة الصحة تطوير الجودة في الرعاية الصحية على رأس أولوياتها. ويهدف هذا التطوير إلى تحقيق أعلى مستويات الرضا لدى المرضى، وتحسين نتائج العلاج، وخفض معدلات الوفيات. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.
من المتوقع أن تبدأ عمليات الانتقال الفعلي إلى المبنى الجديد لمركز الكويت لمكافحة السرطان في الأشهر القليلة القادمة، مع تخصيص جدول زمني محدد لضمان إتمام العملية بنجاح. وفي الوقت نفسه، ستستمر الوزارة في العمل على تفعيل مذكرة التفاهم مع مستشفى غوستاف روسي، وبدء تنفيذ البرامج التدريبية والبحثية المشتركة. يبقى من الضروري متابعة تطورات هذه الخطط، وتقييم أثرها على جودة خدمات علاج السرطان في الكويت.
