وزير خارجية إسرائيل يربط إعادة إعمار غزة بتخلي حماس عن سلاحها

ربط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الأحد، إمكانية إعادة إعمار قطاع غزة وبناء مستقبل أفضل له –على حد وصفه– بتخلي حركة حماس عن سلاحها، في ظل تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب محادثات مكثفة بين أطراف إقليمية ودولية، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر وتركيا، حول مستقبل الهدنة وسبل تحقيق استقرار دائم في المنطقة.
وبحسب ساعر، فإن حركة حماس لن تتخلى عن سلاحها بل تسعى إلى ترسيخ سلطتها في غزة، مؤكداً أن إسرائيل لن تقبل بذلك. وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أنه ناقش مع عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام الوضع في غزة ومستقبل المنطقة، في حين تتزايد الدعوات الدولية إلى الضغط على جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات.
تحديات إعادة إعمار غزة والانتقال للمرحلة الثانية
في غضون ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلا عن وزير الطاقة إيلي كوهين، بأن عودة جثمان آخر أسير إسرائيلي من قطاع غزة تُعد شرطا ضروريا للتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق. ويعتبر هذا الشرط من بين العقبات الرئيسية التي تواجه عملية التفاوض، حيث تصر إسرائيل على استعادة جميع الأسرى والمفقودين لديها.
وقال كوهين إن هناك جهوداً مكثفة تجري بهدف إعادة الجثمان، ليتم بعدها العمل على تجريد حركة حماس من سلاحها. وتشكل مسألة نزع سلاح حماس نقطة خلاف رئيسية بين إسرائيل وحماس، حيث ترفض الحركة التخلي عن مقاومتها المسلحة.
موقف حماس والوسطاء
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء إلى التحرك الجاد للجم خروق الاحتلال والضغط عليه لبدء عملية إعمار حقيقية في قطاع غزة. وأكدت الحركة أن التصعيد يعكس رغبة الاحتلال في مواصلة العدوان، في حين تتحدث الأطراف المختلفة عن تقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضافت حماس أن أي تقدم في المفاوضات يتطلب ضمانات دولية بوقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار المفروض على القطاع. وتعتبر قضية الحصار من القضايا الرئيسية التي تعيق عملية إعادة الإعمار وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
تفاهمات ميامي ومخاوف من تعثر الاتفاق
مساء أمس السبت، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة تُعرّض خطة السلام للخطر، وإن جميع الأطراف متفقة على ذلك، مشيراً إلى التوصل إلى “تفاهمات مبشرة” خلال محادثات ميامي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين، بشأن الاجتماع المتعلق بغزة، والذي عُقد في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وأشار فيدان إلى مضي فترة طويلة على خطة السلام في غزة التي جرى تفعيلها بناء على التفاهمات التي تم التوصل إليها في قمة السلام بمدينة شرم الشيخ المصرية. وتشير هذه التصريحات إلى وجود قلق متزايد بشأن مستقبل الاتفاق واحتمال عودة التصعيد.
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر أمنية تركية أن رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن التقى أمس السبت رئيس حركة حماس في قطاع غزة وكبير مفاوضيها خليل الحية، وناقشا الإجراءات اللازمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ويؤكد هذا اللقاء على الدور التركي النشط في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
يشار إلى أن بياناً مشتركاً أصدره المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف ذكر في وقت سابق السبت أن ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا اجتمعوا الجمعة في ميامي لمراجعة الخطوات التالية في خطة وقف إطلاق النار في غزة. ودعا البيان الأطراف “إلى الالتزام بتعهداتهم وضبط النفس”، وأكد على التزام الوسطاء الكامل بجميع بنود خطة السلام.
وأضاف البيان أن الوسطاء يؤكدون على تمكين هيئة حكم في غزة تحت سلطة غزية موحدة ضمن المرحلة الثانية، ودعم إنشاء وتشغيل مجلس السلام كإدارة انتقالية، مشيرين إلى حدوث “تقدم ملحوظ في المرحلة الأولى” من اتفاق غزة شمل “توسيع نطاق المساعدات وإعادة جثامين (الأسرى) وانسحاباً جزئياً للقوات (الإسرائيلية)، وخفض وتيرة الأعمال العدائية”.
مستقبل المفاوضات
مع استمرار الخلافات حول شروط الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، يظل مستقبل المفاوضات معلقاً. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الجهود الدبلوماسية المكثفة للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف. وسيكون من الضروري معالجة القضايا العالقة، بما في ذلك مسألة الأسرى وإعادة الإعمار ونزع سلاح حماس، من أجل تحقيق استقرار دائم في قطاع غزة والمنطقة.
ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، يخشى المراقبون من أن يعود التوتر إلى التصاعد، مما قد يؤدي إلى جولة جديدة من العنف. وستظل الأوضاع الإنسانية في غزة هشة، حيث يعتمد أكثر من مليوني شخص على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.





