حذرت السلطات في قطاع غزة من كارثة إنسانية وشيكة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، حيث يواجه السكان تحديات كبيرة في ظل الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين. قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، الرائد محمود بصل، إن الأمطار الغزيرة أغرقت آلاف الخيام ومراكز الإيواء، مما يهدد الممتلكات ويزيد من معاناة النازحين.
وأوضح بصل أن المواطنين في غزة لا يملكون المقومات الأساسية لمواجهة المنخفض الجوي، حيث تفتقر المنطقة إلى البنية التحتية اللازمة والموارد الكافية. أشار إلى أن الأزمة تتجاوز قدرة الدفاع المدني والأفراد، وتتطلب تدخلاً إستراتيجياً عاجلاً من المنظمات الدولية لتقديم حلول شاملة.
تأثير المنخفض الجوي على غزة
تسبب المنخفض الجوي في غمر آلاف الخيام بمياه الأمطار، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة. وفقًا لبصل، فإن الخيام الحالية غير مجهزة لتحمل الظروف الجوية القاسية، مما يعرض النازحين لمخاطر صحية وإنسانية كبيرة.
كما أشار إلى أن النازحين في حاجة ماسة إلى خيام تتحمل فصل الشتاء وارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن أماكن لتصريف مياه الصرف الصحي بشكل مناسب. وفي ظل هذه التحديات، أكد بصل أن الوضع الحالي “مخيف جدًا” حيث يعاني آلاف الناس في الشوارع، وتغرق الخيام، والأطفال يفتقرون إلى الملابس البديلة.
الاحتياجات الإنسانية العاجلة
تشير التقديرات إلى أن غزة تحتاج إلى ما لا يقل عن 450 ألف خيمة لإيواء النازحين بشكل مناسب. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة إلى تدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية لتقديم الدعم اللازم وتحسين البنية التحتية.
وفي هذا السياق، أشار بصل إلى أن الجهود المحلية والخيرية تبذل قصارى جهدها، لكنها تظل محدودة في مواجهة حجم الأزمة. وأكد أن غزة تحتاج إلى “تدخل إستراتيجي عاجل” لتقديم حلول شاملة بدلاً من المساعدات المؤقتة.
تأثير الحرب على البنية التحتية
أدى الصراع المستمر منذ عامين إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية في قطاع غزة، حيث تضرر حوالي 90% من البنى التحتية المدنية، مما أسفر عن خسائر أولية تُقدر بحوالي 70 مليار دولار.
وأكد بصل أن الأوضاع في غزة تتطلب استجابة دولية فورية وسريعة، مشيرًا إلى أن أي منخفض جوي قوي قد يفاقم الأزمة إلى مستويات كارثية. وأضاف أن التخطيط الميداني يجب أن يشمل إقامة مخيمات مؤقتة بسرعة وتوفير الخيام في مناطق مستقرة.
وفي ختام تصريحاته، شدد بصل على أن غزة تحتاج الآن إلى عمل إنساني بحت، مشيرًا إلى أن الدور الميداني على الأرض لا يزال ضعيفًا مقارنة بالحاجة الملحة. كما دعا إلى ضرورة توخي الحذر وتحسبًا لمنخفض جوي قوي قد يضرب القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى 69 ألفًا و187 شهيدًا و170 ألفًا و703 مصابين، مع وجود ضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
