عاد نجم كرة القدم الإيفواري السابق يايا توريه إلى انتقاد مدربه السابق بيب غوارديولا، مستأنفًا بذلك سلسلة تصريحاته المثيرة للجدل حول تجربته تحت قيادة المدرب الإسباني في برشلونة ومانشستر سيتي. وتأتي هذه التصريحات الجديدة لتزيد من حدة الخلاف القائم بين اللاعب والمدرب، وتثير تساؤلات حول أسباب الخلاف بين يايا توريه وغوارديولا.
وواصل توريه هجومه على غوارديولا، زاعمًا بأنه يتجاهل بشكل منهجي اللاعبين السود، واصفًا إياه بـ “الثعبان” الذي عامله بازدراء. وقد أدلى توريه بهذه التصريحات خلال مقابلة مع قناة “زاك” على يوتيوب، مؤكدًا أنه يشعر بالمرارة والإهانة بسبب الطريقة التي تعامل بها معه غوارديولا في كلا الناديين.
تاريخ من التوتر: تفاصيل الخلاف بين يايا توريه وغوارديولا
بدأت قصة الخلاف بين توريه وغوارديولا في برشلونة، حيث لم يحظ اللاعب الإيفواري بالفرصة الكافية لإثبات نفسه تحت قيادة المدرب الإسباني. في عام 2010، وبعد تألقه في كأس العالم، أعاده غوارديولا إلى قائمة البدلاء، مفضلاً الاعتماد على لاعبين آخرين في مركز قلب الدفاع.
ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد، بل انتقلت إلى مانشستر سيتي، حيث استمرت العلاقة المتوترة بين اللاعب والمدرب. وفقًا لتصريحات سابقة، لم يكن توريه سعيدًا بقلة مشاركاته في المباريات، خاصةً بعد وصول غوارديولا إلى النادي في عام 2016.
إضافة إلى ذلك، صرح ديمتري سيلوك، وكيل أعمال يايا توريه السابق، بأن غوارديولا يعتقد بأنه “إله”، وأنه لا يهتم بآراء أو مشاعر اللاعبين الآخرين. هذا التصريح يزيد من تعقيد الصورة، ويشير إلى وجود مشكلة في طريقة تعامل غوارديولا مع نجوم الفريق.
اتهامات بالتمييز ووجهة نظر توريه
أثارت تصريحات توريه الأخيرة جدلاً واسعًا حول مسألة التمييز العرقي في كرة القدم، وتحديدًا في تعامل المدربين مع اللاعبين. فقد أشار توريه إلى أنه شعر بالتمييز ضده بسبب لون بشرته، وأنه تساءل عما إذا كان هذا هو السبب وراء قلة مشاركاته.
وزعم توريه أن زوجته كانت على حق عندما وصفته غوارديولا بـ “الشيطان”، مشيرًا إلى أنه كان يشعر بأنه مستهدف من قبل المدرب الإسباني. وأوضح توريه أنه حاول فهم سبب هذا التعامل، ولكنه لم يجد تفسيرًا منطقيًا.
في المقابل، لم يصدر أي رد رسمي من بيب غوارديولا على هذه الاتهامات. ومع ذلك، فقد نفى غوارديولا في الماضي أي تهم تتعلق بالتمييز، مؤكدًا أنه يحترم جميع اللاعبين بغض النظر عن عرقهم أو جنسيتهم.
تأثير الخلاف على مسيرة توريه المهنية
يبدو أن الخلاف مع غوارديولا كان له تأثير سلبي على مسيرة يايا توريه المهنية، حيث لم يتمكن من استعادة مستواه السابق بعد مغادرته مانشستر سيتي. وقد انتقل توريه إلى عدة أندية بعد ذلك، ولكنه لم يحقق النجاح الذي كان يحلم به.
على الرغم من هذا، يظل توريه أحد أبرز لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم الإفريقية، وله مسيرة حافلة بالإنجازات مع برشلونة ومانشستر سيتي.
ماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل كرة القدم؟
يؤكد هذا الخلاف المستمر على أهمية التواصل المفتوح والاحترام المتبادل بين المدربين واللاعبين. كما يثير تساؤلات حول الحاجة إلى سياسات أكثر صرامة لمكافحة التمييز في كرة القدم. قد تفتح هذه القضية الباب أمام المزيد من النقاشات حول هذا الموضوع الحساس.
من المتوقع أن يستمر الجدل حول بيب غوارديولا و يايا توريه في الأيام القادمة، خاصةً مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية. يجب متابعة ردود الأفعال المحتملة من اللاعبين والمسؤولين، وتحليل تأثير هذه القضية على صورة المدرب الإسباني في عالم كرة القدم. كما يجب الانتباه إلى أي تطورات قانونية محتملة، في حال قرر توريه تقديم شكوى رسمية ضد غوارديولا.
