تطبيق إلكتروني أردني مجاني لطلبة غزة
عمّان- بعد محاولات وجهود استمرت أكثر من 8 أشهر، تمكنت الشركة الأردنية لحلول التعليم الإلكتروني “جو أكاديمي” -رسميا- من إيصال المحتوى التعليمي المجاني لطلاب قطاع غزة إلكترونيا.
وتم إنتاج محتوى تعليمي لكل المواد الدراسية في المنهاج الفلسطيني، بالتعاون مع نخبة كبيرة من المعلمين الأردنيين، وبالتنسيق المباشر ما بين وزارتي التربية والتعليم الأردنية والفلسطينية.
وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين أكثر من 650 ألف طالب وطالبة في غزة من محتوى المادة التعليمية في جميع المواد مثل العلوم والرياضيات واللغتين الإنجليزية والعربية.
وستسهل بذلك استمرارية العملية التعليمية داخل القطاع بكافة الفصول الدراسية من الصف الأول الابتدائي حتى الـ12 (التوجيهي) للذين حرموا من التعليم بسبب تضرر البنية التحتية بما فيها تدمير المراكز التعليمية، مما أدى إلى توقف التعليم في غزة بشكل كامل نتيجة للحرب المستمرة عليها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التعليم للجميع
بحسب مدير عام شركة “جو أكاديمي” علاء جرار، فإن الأكاديمية وفرت المحتوى الإلكتروني مجانا للطلبة في غزة ضمن سياستها ودورها المجتمعي والوطني المتمثل في تسخير التكنولوجيا لتذليل الصعوبات والتحديات الناجمة عن الظروف الطارئة حتى يتسنى للطلبة الغزيين -خاصة- تدارك العام الدراسي الحالي، وكذلك لطلبة المدارس بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
وأوضح -للجزيرة نت- أن التطبيق بات متاحا بمخرجاته التعليمية المسموعة والمرئية والمكتوبة، إضافة إلى الامتحانات الإلكترونية التي تقيم قدرات الطلبة، وتعمل على رفع مستواهم التعليمي.
وكشف جرار أن عدد مرات التحميل على التطبيق الخاص بطلبة غزة وصل إلى أكثر من 80 ألفا، في حين بلغ عدد الطلاب الذين درسوا عليه خلال الأسابيع الماضية 230 ألفا، لافتا إلى أن الجهاز الواحد يستخدمه أكثر من طالب في العائلة الواحدة.
ووقعت “جو أكاديمي”، أمس الخميس، اتفاقية شراكة وتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية يعُتمد بموجبها تشغيل التطبيق الهاتفي المتاح عبر منصة “مدرسة وايز” لتعليم المنهاج الفلسطيني مجانا لأبناء فلسطين في غزة والضفة والقدس المحتلة.
ويهدف المشروع، وفق مدير الأكاديمية، إلى الوصول إلى أكثر من 650 ألف طالب وطالبة في غزة بمحتوى المادة الإلكترونية التعليمية. ولفت إلى أن التطبيق تم اعتماده رسميا من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بحيث يتقدم طلبة غزة للامتحان بعد نهاية الفصل الدراسي ليحصلوا على الشهادة التعليمية التي تؤهلهم للترقي للصف التالي، وذلك حسب الأصول المتبعة رسميا وقانونيا.
دعم غزة
أما وزير التربية والتعليم الفلسطيني أمجد برهم، فأكد أن هذه المنصة ستتيح التعليم لأكثر من 600 ألف طالب فلسطيني يتابعون دراستهم بمختلف الصفوف المدرسية، وستُمكن الوزارة من إصدار شهادات الصفوف التي درسها الطلاب وتم تقييمهم من خلال التطبيق.
ويشمل المحتوى الرقمي الذي تقدمه هذه المبادرة آلاف الفيديوهات التعليمية، والشروحات، والاختبارات الإلكترونية عبر التطبيق الذي يمكن تحميله على الأجهزة الذكية التي تعمل بنظامي أندرويد و”آي أو إس” (İOS)، ويتيح للطلاب الفلسطينيين إمكانية الدراسة سواء بوجود اتصال بالإنترنت أو بدونه، لتمكينهم من متابعة دراستهم رغم التحديات التي يواجهونها.
بدورها، قالت مديرة مشروع منصة التعليم المجانية فرح عليان إن التطبيق يأتي لدعم صمود الأهل في غزة وفلسطين عموما، حيث يوفر لهم شرحا مطولا وأوراق عمل وامتحانات دون الحاجة للإنترنت، وهو حاصل على الاعتماد الكلي من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وأشارت إلى أن عدد المعلمين وأساتذة الجامعات الذين تعاونوا لإنجاز التطبيق بلغ 200 محاضر وأكثر من 200 عامل يشرفون على تطويره فنيا.
كما يوفر التطبيق -بحسب عليان- بعض التخصصات الجامعية المقدمة من جامعة العلوم الإسلامية الأردنية ويحصل الطالب الجامعي في غزة على الشهادات المطلوبة منها، لافتة إلى أنه تم تقديم 3714 حصة دراسية، وإجراء 500 امتحان تضمنت 7522 سؤالا.
تجاوز العقبات
واطلعت الجزيرة نت على آراء عدة لطلبة المدارس في قطاع غزة ممن يتابعون دروسهم عبر هذا التطبيق منذ أسابيع، حيث أكدت تولين التركماني أنها لم تكن قادرة على فهم المواد الدراسية قبل حصولها على التطبيق.
وأضافت أنها -وبعد الاستماع ومشاهدة الدروس التعليمية من خلال الشرح الوافي للمدرسين- استطاعت التقدم للامتحان والحصول على العلامة الكاملة في العديد من المواد بعد متابعة الدروس بانتظام.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام، حرم 650 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، بالإضافة إلى استشهاد 11 ألفا و600 طفل في سن التعليم، و750 معلما وتربويا، و1100 طالب من التعليم العالي، و130 عالما وأستاذا جامعيا.
كما حُرم 39 ألف طالب من التقدم لامتحان الثانوية العامة مع انتهاء العام الدراسي الماضي، وحُرم 58 ألف طفل من فرحة الالتحاق بالصف الأول مع بداية العام الجديد، وتعرضت 90% من مدارس وجامعات غزة لدمار كامل أو أضرار جسيمة، بحسب الوزارة.