الإستاذة هدى الحراصيه تكتب خاطرة جميلة بعنوان: الحَظُّ بَيْنَ هَذِهِ وَتِلْكَ

يَغْفُو الحظ، وَلَا يَغْفُو الأَمَلُ، وَسَيُجْبَرُ الحَظُّ عَلَى الاِسْتِيَقَاظِ مَا دَامَ الأَمَلُ مُسْتَيْقِظًا يَدْعُو لِغَدٍ أَجْمَلَ، فَمَن أَطْفَأَ شُعْلَةَ الأَمَلِ فِي رُوحِهِ قَتَلَ حَظَّهُ.
لَا يَدَ خَفِيَّةٌ تَنتَزِعُنِي مِنْ غَفْلَتِي، لِذَلِكَ عَلَيَّ كَإنْسَانٍ التَّصْدِيقُ مِنْ عُمْقِ ذَاتِي أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُخْلِقْنِي عَبَثًا وَلَيْسَ تَكْمِلَةَ عَدَدٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ، وَأَنَّهُ لَا يُوجَدُ إِنْسَانٌ إِلَّا وَلَهُ مَهَارَاتٌ وَقَدَرَاتٌ.
وَكَمَا أَنَّ الْمَرْءَ هُوَ سَبَبُ نَجَاحِ نَفْسِهِ وَتَقَدُّمِهَا، هُوَ أَيْضًا سَبَبُ فَشَلِهَا وَرُكُودِهَا.
عَلَيَّ اسْتِئْصَالُ السَّلْبِيَّةِ مِنْ قَنَاعَاتِي وَغَرْسُ التَّفَائُلِ عَلَى صَفَحَاتِ عَقْلِي لِتَشْرِقَ أَيَّامِي وَيَتَوَرَّدَ قَلْبِي وَتَزْهَرَ حُظُوظِي.
لَقَدْ خَلَقَ اللّهُ الْكَوْنَ مُسَخَّرًا لِنَسْتَفِيدَ مِنْ كُلِّ ذَرَّةٍ فِيهِ، فَلِمَاذَا أَسْمَحُ أَنْ أَكُونَ مَغْنَاطِيسًا لِلْفَوَاجِعِ وَالْأَذَى بِالسَّلْبِيَّةِ، وَلِيَ الْقُدْرَةُ عَلَى جَذْبِ السَّعَادَةِ وَالْخَيْرِ بِالْإِيْجَابِيَّةِ وَالْيَقِينِ؟
الْحَالِمُ إِنْسَانٌ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ، اسْتَطَاعَ رَسْمَ غَدِهِ بِلوحاتٍ تَفَاؤُلِيَّةٍ تُضِيءُ كَوْمَضَاتٍ فِي مَخِيَلَتِهِ، وَبَيْنَ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا تَصْبَحُ تِلْكَ الْخَيَالَاتُ وَاقِعًا. فَسُبْحَانَ الْقَائِلِ: “إِنَّ اللّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.
تبَّتْ يَدَا الضعفِ الذي ينهكُ أَوْرِدَةَ الروح، فَيَسْفِكُ كُلَّ قَطْرَةٍ من إرَادَاتِها، وتَبَّتْ يَدَا اليَأْسِ الذي يَغْزو مَكَامِنَ الصُّمودِ فَيَدُكَ مُقاوَمَتَها، وإنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعَ الاِتِّكَالِ صَبْرًا، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَنْ تَجِدَ مِنْهُ نَفْعًا؟ قَاوِمْ نَفَاذَ صَبْرِكَ وَاتَّكِئْ بِكُلِّكَ عَلَى كُلِّكَ وَاجْعَلْ قَامَتَكَ رَفِيقَةَ ظِلِّكَ، وَلَنْ يَلُوحَ نَجْمُكَ إِلَّا فِي سَمَائِكَ فَكُنْ لِلْأُفُقِ مِنَ النَّاظِرِينَ.