Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

“حراس الجبل”.. يوميات فلسطينيين يحمون ممتلكاتهم من المستوطنين

الضفة الغربية – في قرية المفقرة، جنوب الخليل، تتزايد جهود الحماية الذاتية من اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين. يعيش سكان القرية في حالة تأهب مستمر، حيث يقومون بتشكيل لجان حراسة ليلية للدفاع عن منازلهم وأراضيهم في ظل تصاعد التوترات الأمنية. هذه اللجان أصبحت ضرورة ملحة لحماية حياة السكان وممتلكاتهم، خاصة مع تزايد الهجمات الاستيطانية وتدمير الممتلكات.

تضم المفقرة حوالي 23 عائلة، يعتمد أفرادها بشكل أساسي على الرعي والزراعة. ومع ذلك، فإن هذا الهدوء الريفي مهدد بشكل متزايد بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في المنطقة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وزيادة الشعور بالخوف وعدم الاستقرار لدى السكان. تعتبر حماية الأراضي الفلسطينية من التعدي الاستيطاني تحديًا كبيرًا يواجهه السكان.

لجان حراس الليل: خط الدفاع الأول

تأسست هذه اللجان بشكل ذاتي من قبل شباب القرية، استجابةً لزيادة التهديدات الأمنية. تتكون كل لجنة من حوالي 30 شابًا يتناوبون على الحراسة الليلية، مستخدمين وسائل بسيطة مثل المشاعل والأضواء الكاشفة لمراقبة محيط القرية. تعتبر هذه اللجان بمثابة شبكة أمنية تطوعية تهدف إلى ردع المعتدين وتنبيه السكان في حالة الخطر.

يعمل الحراس على مدار الساعة، ويتمركزون في نقاط مراقبة مرتفعة تطل على المستوطنات والطرق المؤدية إلى القرية. يقومون بدوريات منتظمة، ويراقبون أي تحركات مشبوهة، ويبلغون عنها على الفور. بالإضافة إلى ذلك، يقومون بتوفير الدعم اللوجستي للسكان، مثل توفير الإضاءة في الشوارع وتأمين الممرات.

تحديات تواجه الحراس

يواجه حراس الليل العديد من التحديات، بما في ذلك نقص المعدات والأدوات اللازمة، وصعوبة الحصول على الدعم المالي واللوجستي. بالإضافة إلى ذلك، يتعرضون لخطر الاعتقال والمضايقة من قبل السلطات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإنهم يصرون على مواصلة عملهم، إيمانًا منهم بأهمية حماية قريتهم وأهلهم.

تأثير التوسع الاستيطاني على حياة السكان

لقد أدى التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا إلى تدهور كبير في الأوضاع المعيشية للسكان. فقدان الأراضي الزراعية، وتدمير المنازل، وتقييد حركة السكان، كلها عوامل ساهمت في زيادة الفقر والمعاناة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التهديد المستمر بالهجمات الاستيطانية قد أدى إلى تفاقم الشعور بالخوف وعدم الاستقرار لدى السكان.

تعتبر حماية الأراضي الفلسطينية من التوسع الاستيطاني قضية مركزية بالنسبة للسكان. إنهم يرفضون التخلي عن أراضيهم، ويصرون على البقاء فيها، على الرغم من جميع التحديات والصعوبات. تعتبر هذه اللجان الحراسة الليلية تعبيرًا عن هذا الإصرار والتصميم على الصمود.

قصص من الميدان

تتحدث أم حميدة، وهي من سكان القرية، عن الخوف الذي يعيشه أطفالها بسبب المستوطنين. وتقول إنها تحلم بيوم يعيش فيه أطفالها بأمان، ويذهبون إلى المدرسة دون خوف. كما يروي قاسم حمامدة، وهو مزارع، عن تهديدات المستوطنين له بإجباره على مغادرة أرضه. ويقول إنه لن يتخلى عن أرضه، وسيموت فيها إذا لزم الأمر.

مع استمرار التوترات في المنطقة، من المتوقع أن تستمر لجان حراسة الليل في لعب دور حيوي في حماية قرية المفقرة. ومع ذلك، فإن مستقبل هذه اللجان يعتمد على قدرتها على التغلب على التحديات التي تواجهها، والحصول على الدعم اللازم من المجتمع الدولي. من الضروري مراقبة تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة، والتحركات الاستيطانية الإسرائيلية، وتأثيرها على حياة السكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى