نفحات رمضانية اليوم الخامس الرحمة والتراحم بقلم أ/ شيرين يحيى

رمضان شهر الرحمة، تتجلى فيه معاني اللين والرفق، وتفيض فيه القلوب بمشاعر المحبة والتآخي ، فهو الشهر الذي وسعت فيه رحمة الله كل شيء إذ يغفر لعباده، ويستجيب لدعواتهم، ويفتح لهم أبواب التوبة، وإذا كان الله قد جعل هذا الشهر شهرًا للرحمة، فمن الأولى أن يكون العبد رحيمًا بإخوانه، فيرفق بالضعيف، ويعين المحتاج، ويغفر الزلات، ويزرع البهجة في قلوب من حوله.
فالرحمة ليست مجرد شعور داخلي، بل هي سلوك يظهر في أفعالنا اليومية، في كلماتنا، في تعاملاتنا، في نظرتنا للآخرين و من أمثلة الرحمة ” أن ترحم والديك بخدمتهما وبرّهما، أن ترحم أبناءك بحسن تربيتهم، أن ترحم الفقراء فتجود عليهم مما أعطاك الله، أن ترحم من أساء إليك فتعفو وتصفح، فكل ذلك صور من الرحمة التي يحبها الله ويرضى بها.
قال النبي ﷺ”الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”.
ففي رمضان، تزداد حاجتنا إلى التراحم، فالصائم حين يشعر بالجوع والعطش، يدرك معاناة الفقراء، فيلين قلبه، ويمد يده بالعطاء، ويتعلم أن الرحمة ليست ضعفًا، بل هي من أعظم صفات الأقوياء الذين يتسامون عن الأحقاد، ويقدمون الخير بلا انتظار مقابل.
والرحمة في رمضان تشمل حتى الكلمة الطيبة، فكم من كلمة جبرَت خاطرًا، وأزالت همًا، ورفعت معنويات! فلنحرص على أن نكون مصدر رحمة لمن حولنا بكلمة طيبة، بصدقة، بدعوة صادقة، بموقف نبيل لعل الله يرحمنا برحمةٍ واحدة تغنينا عن الدنيا وما فيها.
كن رحيمًا في أقوالك وأفعالك، فمن ينشر الرحمة في الأرض يحظى برحمة السماء.
انتظرونا غدًا مع نفحة جديدة من نفحات رمضانية.