4 وسائل تشجع على التغيير

نعيش الآن في وقت تموج فيه تفاعلات هائلة من مجموعة قوى متنوعة من الاضطراب والتغيير والفرص، ويندرج تحت هذه القوى الذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، والقوى الجيوسياسية، وتطوير التكنولوجيا، وغيرها من الاتجاهات، ولكن على الرغم من ذلك فإننا لم نصل بعد إلى «ذروة التغيير» المنتظر أن نصل إليه، بسبب التفاعلات بين هذه القوى، ويعني ذلك أنه من المرجح أن تواصل هذه القوى موجة التسارع في وتيرة تفاعلاتها حتى تجبرنا على بلوغ «ذروة التغيير».
ويتمثل التأثير الأكبر لهذه القوى المتسارعة والمتصادمة في كونها تفرض ضغوطاً مستمرة على نموذج الأعمال الحالي لمؤسستك، وطريقة تسييرها لأعمالها اليومية، ويعني ذلك أن الفترة التي يستمر خلالها نموذج عملك في التكيف بشكل مثالي مع بيئته الخارجية قد تصبح أقصر، مما يعني أنه يجب عليك العمل بجدية أكبر لمواكبة ذلك، ناهيك عن المضي قدماً.
وفي مواجهة حالة عدم اليقين والتغيير هذه، هل أنت ثابت ومنغلق التفكير، أم أنك منفتح وفضولي؟ هل أنت مستعد للتغيير الحتمي والتحول الضروري، أم تفضل أن يظل الوضع الراهن كما هو لفترة أطول قليلاً؟ إذا كنت قائداً فإن إجابتك عن هذه السؤال مهمة، والأمر الأكثر أهمية على الإطلاق في هذا الشأن هو عقليتك وطريقة تفكيرك وتعاملك مع قضية التغيير.
يمكن أن يكون التغيير كلمة مبالغ فيها، لذا قبل المضي قدماً في تنفيذها، يتعين أن نوضح أولاً ما المقصود بهذا المصطلح. يتطلب التغيير الحقيقي وجود ثلاثة عوامل، بما في ذلك: 1) تحديد الاضطراب، 2) تطوير الاستراتيجية، و3) تنفيذ التغيير.
دعونا نستكشف أربعة عناصر تدعم العقلية، التي تشجع التغيير وتتبناه:
1 – كيف ترى العالم؟ يتعين عليك أن تُعزز بداخلك غريزة حب الاستطلاع، أو لنسمها باسمها الأقل تهذيياً: الفضول، وأن تنمي عقلية المبتدئ فيما يتعلق بالرغبة بتعلم المزيد، والأهم من كل ذلك أنك بحاجة إلى النظر للعالم من عدسة أقل تقليدية وجموداً.
2 – كيف تنظر إلى عملية التغيير؟ ينبغي أن تكون طموحاً حيال تغيير شركتك، وعازماً على تهيئتها للنجاح في مواجهة الاضطرابات الطارئة.
3 – كيف تتعامل مع الآخرين؟ التغير عملية جماعية بالأساس، لا يمكن أن تتم إلا من خلال فريق عمل كامل، وليس بمقدور أي قائد أو مسؤول أن يغير مؤسسة بمفرده، لذا، فمن الأهمية بمكان أن تختار الأفراد المناسبين لفريقك، ثم يتعين عليك بعد ذلك أن تتعامل معهم على النحو الأمثل، لضمان مساهمتهم في عملية التغيير على أفضل ما يكون.
4 – كيف تتولى أمر نفسك وتدير مواقفك؟ لا بد أن تتذكر أن التغيير عملية صعبة، وأنك ستقابل في مسيرتك لتنفيذها أناساً عديدين، رافضين لها، وسيقاومونها بكل ما لديهم من قوة، ولذا يتعين عليك في هذا السياق امتلاك المزيج المناسب من الصبر، الهدوء والشخصية القوية.